سجل الإنتاج النهائي للحبوب الرئيسية الثلاث بالمغرب خلال الموسم الفلاحي الماضي رقما قياسيا ببلوغه سقف 115 مليون قنطار. وحسب الأرقام الرسمية التي عممتها مؤخرا وزارة الفلاحة والصيد البحري، فإن محصول الحبوب مقسم على 57 مليون قنطار من القمح الطري، أي 50 % من المحصول، و 34 مليون قنطار من الشعير (30%)، و 24 مليون قنطار من القمح الصلب (20%). وأضاف ذات المصدر أن معدل إنتاج الحبوب في المغرب سجل ارتفاعا بنسبة 35 في المائة خلال السنوات السبع الأخيرة مقارنة مع السنوات السبع التي سبقتها، إذ بلغ هذا المعدل ما مجموعه 80 مليون قنطار في الفترة الممتدة من 2008 إلى 2015، مقارنة مع 58.4 مليون قنطار في الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى سنة 2007، أي بإنتاج إضافي قدره 22 مليار قنطار، موزعة على 12 مليار قنطار من القمح اللين، 6 مليون قنطار من الشعير و4 مليون قنطار من القمح الصلب. وأوضحت مذكرة الوزارة أن التوزيع الجغرافي لإنتاج الحبوب ما بين الفترتين 2000-2007 و2008-2015 يبين بأن حصة الأقاليم المتخصصة في الحبوب قد تدعمت كما هو الحال بالنسبة لمناطق سطات وتاونات والخميسات أو قد استقر كما هو الحال بالنسبة لمناطق بني ملال والجديدة والقلعة وسيدي قاسم وسيدي بنور وفاس. فما بين 2000 و2007، مثلت الحصة الإجمالية لهذه الأقاليم 41 % من الإنتاج فيما تجاوزت بعد 2008 حصتها 51 %. وتؤكد هذه النتيجة تخصصا مجاليا ناجحا تم تصوره في إطار المخططات الفلاحية الجهوية المنبثقة عن مخطط المغرب الأخضر. خلال السنوات الأخيرة، ارتفعت مردودية الحبوب بالمغرب بشكل واضح مستفيدة من برامج التكثيف التي أطلقتها وزارة الفلاحة. وبالفعل، مرت مردودية القمح الصلب من 13 قنطار بالهكتار ( معدل 2000-2007) إلى 17.7 قنطار بالهكتار ( معدل 2008-2015)، ومردودية القمح اللين من 14.3 إلى 19.2 قنطار بالهكتار بينما مرت مردودية الشعير من 8.2 إلى 12.7 قنطار بالهكتار. وعزت المذكرة النتائج المحققة، على مستوى الإنتاجية، إلى الاستعمال المعقلن للمدخلات الفلاحية كالأسمدة لكن وكذلك ارتفاع استعمال البذور المختارة؛ إذ انتقل حجم استعمال البذور ذات القدرة الوراثية المرتفعة، منذ انطلاقة الاستراتيجية الوطنية، من 649 مليون قنطار سنة 2008 إلى أزيد من 1.4 مليون قنطار سنة 2015 أي بارتفاع يزيد عن 116%، فضلا عن تميز الموسم الفلاحي 2014-2015 بظروف مناخية جد ملائمة. وهكذا، حيث تجاوز حجم التساقطات على الصعيد الوطني 370 ملم أي بارتفاع قدره 9 % مقارنة مع موسم عادي و 43 % مقارنة مع الموسم الفارط في نفس التاريخ.