بمناسبة اليوم العالمي للشعر، نظمت المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني بمدينة الجديدة وجمعية أصدقائها، الدورة الرابعة لملتقى «أشعار وأوتار» وذلك يوم الجمعة 18 مارس بمقر المكتبة، ساهم فيها العديد من الشعراء المبدعين والفنانين والموسيقيين المبدعين. حيث عرف الملتقى الاحتفاء بديواني الشاعرين المغربيين المتميزين سعيد التاشفيني وسعيد عاهد، وذلك بمناسبة صدور ديوانيهما «أزهار اليقطين» لسعيد التاشفيني، و»Résidus d'un autoportrait» لسعيد عاهد. كما ساهم الناقدان عزيز العرباوي وعبد العالي الرهوني بمداخلتين نقديتين حول الديوانين، ويذكر أن الملتقى كان من تنشيط الشاعرة المبدعة الأستاذة مليكة فهيم... بعد وصلة غنائية موسيقية من أداء فرقة بلابل السلام للموسيقى العربية برئاسة الأستاذ محمد صدقي، تدخل الناقد الأستاذ عزيز العرباوي في إضاءة نقدية حول ديوان «أزهار اليقطين» متحدثاً عن اللغة الشعرية فيه، حيث رأى أن سعيد التاشفيني يستعمل الكلمة فيبعث فيها قدرته الروحية والنفسية وطاقته الإبداعية من أجل أن تصير أكثر قوة وجمالية وأكثر وضوحاً في معناها ودلالاتها المتعددة، فتختلف عن غيرها من الكلمات التي يمكنها أن تحضر في فنون أدبية أخرى. فالشعر عند الشاعر يسعى إلى تحقيق وظيفته الإبلاغية، حيث تختلف هذه الوظيفة في الشعر عن الوظيفة نفسها في الآداب الأخرى. وعن التناص رأى النقد أن الشعر يستحضر العديد من النصوص الأخرى والخطابات المختلفة من أمثال وحكم وأشعار وأفكار وأشياء و... ليؤثث بها قصيدته الشعرية التي يبدعها بأسلوبه الخاص. وفي علاقة الشعر بقصيدة الحب، اعتبر المتدخل أن الشعر عند التاشفيني هو شجرة وارفة الظلال والثمار تغمر قارئه كماًّ هائلاً من الخيال والجمال والموسيقى والغناء الجميل والكلام المعسول والحب الصاعد عنان السماء من أجل استكشاف الروعة والسعادة الغائبة عن عالمنا القبيح والرديء والمليء بالرداءة حتى التخمة... في حين أن السخرية حاضرة بقوة في الديوان، حيث رأى الناقد أن الشاعر يسخر كثيراً من العديد من الشخصيات والقضايا والأشياء والأفكار والأشخاص، فيجعل السخرية وسيلته الهجومية على مظاهر الرداءة والتخلف والرجعية والتشوه الفكري والإنساني... بعد ذلك مباشرة جاء دور الشاعر سعيد التاشفيني ليجيب عن أسئلة منشطة اللقاء وليلقي قصائد من ديوانه بطريقته الرائعة في الإلقاء الشعري، حيث اختار قصائد جميلة منحت اللقاء لمسة شعرية جميلة تركت أثرها لدى الجمهور الحاضر. وقبل الانتقال إلى الشاعر الآخر لمحتفى به وهو سعيد عاهد، كان موعد الحضور مع وصلة غنائية ثانية مع الفنان محمد لخناتي الذي أتحف الحاضرين بوصلات غنائية من أغانيه العصرية والغربية. كانت مساهمة الكاتب والناقد الأستاذ عبد العالي الرهوني الذي قدم إضاءته النقدية حول ديوان الشاعر المتميز سعيد عاهد «Résidus d'un autoportrait»، والتي حاول من خلالها الحديث عن قصائد الديوان واعتباره استمراراً لديواني الشاعر السابقين اللذين أصدرهما من قبل منذ سنوات، وأن الشاعر سعيد عاهد لا يصدر أي ديوان إلا بعد اكتماله وأحقيته في النشر والخروج على القارئ الذي أصبح لا يقبل أي شيء أو أي إبداع شعري، بل صار قارئاً قادراً على معرفة الغث من السمين. ومن خلال حديثه عن عنوان الديوان، فقد اعتبر المتدخل أنه عنوان يدل على الكثير من الدلالات، وأنه يمثل نوعاً من التفكك أو التشتت على مستوى الوعي الشعري والفكري عند الشاعر الذي يعتبر من جيل المناضلين المغاربة الذين ساهموا كثيراً في النضال السياسي والثقافي الذي عرفه المغرب خلال عقود السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات... وفي هذا الإطار قرأ الناقد بعض المقاطع من الديوان. ثم جاء دور الشاعر سعيد عاهد ليجيب عن أسئلة المنشطة المتعلقة بتجربته الشعرية والمهنية وليلقيَ بعض القصائد من ديوانه المحتفى به. ولتكتمل لحظة الإبداع الشعري، قدم الشاعر الشاب عدنان مشهي بعضاً من قصائد ديوانه الجديد وباكورته الشعرية «لعيدك كل هذه الأغاني» أتحف بها الحضور المتعدد. ثم جاء الدور على الموسيقى ليكون الفنان المبدع سعيد بناني في الموعد حيث قدم وصلة غنائية من ريبرتواره الموسيقي والغنائي الممتع. بعد ذلك انتقل الدور إلى الشاعرين لتقديم طبق شعري آخر من ديوانيهما، تخللته وصلة غنائية من أداء الثنائي الفني المكوّن من عز الدين البوضالي ولمياء الطايع، ليختم الملتقى بوصلة غنائية جميلة من أداء فرقة بلابل السلام للموسيقى العربية برئاسة الأستاذ محمد صدقي....