ضرب الإرهاب ،أمس الثلاثاء، العاصمة البلجيكية بروكسل التي شهدت في الآونة الأخيرة تنفيذ مداهمات واعتقالات في صفوف المشتبه فيهم بتنفيذ هجمات باريس . ونقلت قناة "أر تي بي اف" العامة عن النيابة الاتحادية البلجيكية أنه عند الساعة السابعة بتوقيت غرينتش، هز انفجاران مطار بروكسل الدولي، تلاهما بعد ذلك بساعة،انفجار آخر هز محطة مترو مالبيك، وحسب حصيلة أولية، خلف الاعتداءان 28 قتيلا و 80 جريحا إلا أن كل المؤشرات تميل إلى القول أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع ونقلت وسائل إعلام عن المدعي العام الاتحادي في بلجيكا قوله، إن التفجيرين اللذين وقعا بالمطار نفذهما على الأرجح انتحاري. ونقلت وكالة «بلغا» البلجيكية عن شهود قولهم، إنهم سمعوا إطلاق نار في قاعة المسافرين بمطار بروكسل الدولي، وصيحة باللغة العربية قبل دوي الانفجارين، إلا أنه لم تتأكد هذه المعلومات من مصادر رسمية، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين. وبحسب التلفزيون البلجيكي، فقد عثر رجال الشرطة على ثلاث عبوات لم تنفجر في المطار، وأظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون، الركاب يهربون وسط ذعر عارم ، فيما يتصاعد الدخان الأسود من مبنى قاعة المطار الذي تحطم جزء من سقفه وزجاجه. وشلت الحركة في العاصمة البلجيكية ، حيث طلبت السلطات من السكان البقاء بأماكن تواجدهم وتوقفت حركة الحافلات والترامواي والمترو، فيما أغلق المطار حتى إشعار آخر. وقامت سلطات مطار «زافنتام» الدولي في بروكسل بإخلائه من الركاب والعاملين ، وأوضحت «المنظمة الأوروبية لسلامة الطيران والملاحة الجوية» أنه تم إغلاق المطار وإلغاء كافة الرحلات. وفي وقت لاحق، وقع انفجار بعيد الساعة 8 بتوقيت غرينتش، في محطة للمترو في حي المؤسسات الأوروبية ببروكسل، حيث تصاعد دخان أسود من مدخل محطة مالبيك الواقعة في شارع لوا ، على مقربة من مقرات المؤسسات الأوروبية. وعلى الفور ، ألغت هيئة «يوروستار» لخدمات القطار السريع تسيير قطارات من وإلى بروكسل، ونصحت الزبائن في بروكسل بالتأجيل وعدم الحضور إلى المحطة. وفي هذا الإطار، أفادت «وكالة الأنباء البلجيكية» عن رفع حالة التأهب في كافة أنحاء البلاد ، كما عقدت الحكومة البلجيكية اجتماعا طارئا، داعية السكان إلى عدم التنقل وملازمة أماكنهم. وكتبت «خلية الأزمة» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ابقوا حيث أنتم»، مشيرة إلى أن جميع وسائل النقل العام ومحطات المترو والمحطات الكبرى في العاصمة الأوروبية أغلقت حتى إشعار آخر. إلى ذلك، قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الأفراد عبر «تويتر»، إن المفوضية طلبت، اليوم، من موظفيها ألا يبرحوا أماكنهم بعد وقوع التفجيرين وأوضح متحدث باسم المسؤولين في البرلمان الأوروبي القريب من أماكن التفجيرات إن البرلمان يعمل بشكل عادي. وفور وقوع الانفجارات تراجعت أسهم شركات الطيران والسفر بشكل كبير في مختلف أسواق المال الأوروبية. وتكبدت أكبر الخسائر وفقدت أسهمها مابين 2.6 و3.7 في المئة. وانخفضت أسهم كبريات شركات الفنادق ما بين 4.1 في المئة و 2.5 في المئة. وهبط مؤشر «يوروفرست 300» لكبرى الأسهم الأوروبية 0.7 في المئة ونزل المؤشر البلجيكي 0.8 في المئة. كما خسر مؤشر «داكس» الألماني 1.1 في المئة و»كاك 40» الفرنسي 0.7 في المئة و»فايننشال تايمز» البريطاني 0.5 في المئة. وجاءت هذه التفجيرات بعد أيام من اعتقال المشتبه فيه الرئيسي في اعتداءات باريس صلاح عبد السلام. وقد سجل التحقيق في اعتداءات باريس تقدما مهما ،الاثنين، مع كشف هوية شريك في الهجوم هو نجم العشراوي ، الذي عثر على آثار حمضه النووي على متفجرات استخدمت في يوم الاعتداءات. واستنفرت كل الدول الأوروبية حيث اتخذت إجراءات أمنية مشددة في مطاراتها ومحطات قطاراتها الرئيسية وعززت السلطات الفرنسية إجراءاتها الأمنية في مطار رواسي في العاصمة باريس، كما رفعت حالة التّأهب القصوى في مطار «شارل ديغول».وأعلن وزير الداخلية الفرنسي نشر 1600 شرطي ودركي إضافي لتأمين وسائل المواصلات. وفي باريس، تم إخلاء محطة «مترو ليون» بعد العثور على رزمة مشبوهة،أما في بريطانيا،فقد تم تعزيز الإجراءات الأمنية بمطاري «غاتويك» و»هيثرو» في لندن. و بألمانيا كذلك عززت السلطات الإجراءات الأمنية في مطار «فرانكفورت». وفرضت هولندا تدابير أمنية مشددة في مطاراتها، كما عززت إجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا. وأوضحت الأجهزة الهولندية لمكافحة الإرهاب أن الإجراءات المتخذة هي من «باب الحيطة، وهذا يعني دوريات إضافية للدرك في مطار شيبول وفي روتردام واندهوفر وأمستردام، ومراقبة معززة على الحدود الجنوبية». إلى ذلك ، أعلنت وزارة النقل الروسية «إعادة تقييم الأوضاع الأمنية في كل المطارات الروسية بشكل جدي».وألغت الخطوط الجوية التركية كافة رحلاتها إلى بروكسل. وعلقت إسرائيل بدورها ، كافة رحلاتها إلى العاصمة البلجيكيّة. هذا، وأثارت تفجيرات بروكسيل ردود فعل منددة من مختلف العواصم ، حيث أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجمات بروكسل، مقدما تعازيه للبلجيكيين، ومعربا عن تضامن الروس مع الشعب البلجيكي كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن عقد اجتماع للجنة معالجة الأزمات وعبرعن استعداده لتقديم كل ما يتطلبه الوضع للمساعدة ، وعقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بدوره، اجتماعا طارئا في باريس لبحث تداعيات الهجمات. وعلق رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، في ختام الاجتماع، بالقول: «نحن في حرب، وفي مواجهة هذه الحرب يجب تعبئة كل الهيئات». واعتبر رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين، من جهته، أنّ «انفجارات بروكسل هي نتيجة هجوم على أوروبا الديموقراطية» ، رافضا أن «يعتدي إرهابيّون على مجتمعاتنا المنفتحة». كما وصف رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن الانفجارات ب»الدنيئة». وعقد وزير الدّاخلية الإيطالي أنجلينو ألفونسو، بدوره، اجتماعا لمجلس الأمن القومي لبحث الأوضاع الأمنية. كما ندد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بهذه الاعتداءات الإرهابية ،وعلقت فيدريكا موغريني بالقول «إنه يوم حزين لأوروبا».