خلّد العالم أمس الأحد 20 مارس فعاليات اليوم العالمي لصحة الفم والأسنان، وهو الحدث الذي يشكّل مناسبة لاستحضار الأهمية الحيوية التي تكتسيها صحة الفم والأسنان شأنها في ذلك شأن باقي أنواع العناية الصحية، بالنظر إلى أن صحة الفم والأسنان تشكّل عنصرا مركزيا في سلامة وتوازن الجسم البشري بشكل عام، اعتبارا للدور الذي يلعبه الفم «كبوابة لولوج الجسم». وتصنف أمراض الفم والأسنان من بين الأمراض المزمنة الواسعة الانتشار، إذ على المستوى الدولي، يعتبر 90 في المئة من سكان العالم معرضين للإصابة بشكل أو بآخر بالتهابات في الفم والأسنان من قبيل التسوس، أمراض الجهاز الحامل للأسنان، سرطان الفم...، إلا أن العديد من هذه الأمراض يمكن تجنبها بفضل أساليب وقاية في غاية البساطة، وفي متناول الجميع.ووعيا منها بضرورة اعتماد مقاربة وقائية لصحة الفم والأسنان، فإن الهيئة الوطنية لأطباء الأسنان أكدت في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع طب الأسنان، على التوعية والتحسيس متعددة القنوات والتي يجب أن تهتم على حد السواء بالمهنيين ومسؤولي الصحة العمومية والمجتمع المدني، مشددة على أن المقاربة الوقائية تشكل الرافعة الأساسية القمينة بجعل صحة الفم والأسنان هدفا رئيسيا على المدى المتوسط. وحسب البحث الوبائي الوطني الذي أنجزته وزارة الصحة خلال سنة 2012، فإن معدل احتمال الإصابة بتسوس الأسنان يبلغ 81.8 في المئة في سن 12 سنة، و86.7 في المئة في سن 15 سنة و91.8 في المئة ما بين 35 و44 سنة، ويبلغ معدل الإصابة بأمراض اللثة وعظم الأسنان 42.2 في المئة في سن 12 سنة ، و59.8 في المئة في سن 15 سنة، و79.2 في المئة ما بين 35 و44 سنة، كما أن حوالي 30 في المئة من الأشخاص ما بين 65 و74 سنة من العمر لم تعد لديهم أسنان طبيعية، فضلا عن كون ما بين 60 و 90 في المئة من الأطفال يعانون من أمراض الفم.