كان عبد الرحيم طاليب منتشيا بانتصاره على أولمبيك آسفي عند ما جالسته جريدة الاتحاد الاشتراكي، مؤكدا أن فريق الدفاع الحسني الجديدي سيتعافى قريبا. ودعا جميع مكونات الدفاع إلى الالتفاف حول فريقهم حتى يعود إلى السكة الصحيحة. وأكد على أنه يقوم بعمل مضاعف رفقة طاقمه التقني لإرجاع فارس دكالة إلى طريق الانتصارات، لكن ذلك لن يتحقق بحسبه إلا بدعم الجميع. n p في البداية، كيف جاء تعاقد عبد الرحيم طاليب مع الدفاع الجديدي؟ n كان هناك اتصال مباشر من الرئيس عبد اللطيف مقتريض، الذي عرض علي الإشراف على الإدارة التقنية لفارس دكالة، حيث قبلت العرض دون أدنى تردد، بحكم أنني ساهمت في إعادته إلى مكانته الطبيعية بقسم الصفوة. فضلا عن إحساسي بالانتماء لمنطقة دكالة، التي تنحدر منها والدتي رحمها الله. وقد كنت على علم بأن الدفاع الجديدي يتوفر على ترسانة بشرية جيدة، ينقصها فقط القليل من الثقة والحظ، الذي عاكسها في المباريات السابقة، وحاليا أحاول إرجاع الثقة الى المجموعة. p هناك من يقول بأنك ركبت مغامرة دون حساب؟ n (مبتسما) أنا مغامر من الدرجة الأولى، والحمد لله أن كل المغامرات التي خضتها خرجت منها بسلام. شخصيا لا أعتبرها مجازفة بقدر ما هي مسؤولية تتطلب مضاعفة الجهود في العمل، خاصة وأن لدي تجارب عديدة في مثل هذه المواقف، حيث سبق لي أن عشت نفس الظروف مع الوداد والمغرب الفاسيين والنهضة البركانية. وعموما فإن المدرب يجب أن تكون لديه روح المغامرة. وعندما اكتشفت حماس المكتب المسير والجمهور الجديدي ورغبتهما في إنقاذ الفريق، قبلت تحمل المسؤولية، بغاية تحقيق إقلاع حقيقي يرجع الفريق إلى وضعه المعتاد. p هل هناك تصور لإعادة بناء الفريق؟ n المخطط الحالي يتمثل في اللياقة البدنية وإرجاع الثقة إلى المجموعة، وذلك بإجراء حصتين في اليوم، سيتم التركيز فيهما على ما هو بدني وذهني بالدرجة الأولى، مع العمل على وضع نهج تكتيكي يساير المؤهلات الفردية للاعبين. وأؤكد أنه إذا حصل التفاف جميع المكونات حول الفريق، فإنه سيقول كلمته في غضون الأيام القليلة القادمة. p ماهي الوصفة التي يملكها طاليب لإنقاذ الفريق؟ n الأمر لا يتعلق بوصفة أو شيء من هذا القبيل، لأن كرة القدم ليست علما دقيقا، و إنما هي تؤمن بالجدية في العمل والإحساس بالمسؤولية، وبمشاركة جميع المكونات في تحقيق كتلة قادرة على النجاح. لقد أسلفت الذكر بأنني تمكنت من إنقاذ فرق كانت تعيش ظروفا أسوأ من التي عليها فارس دكالة حاليا. وكل ما توفر لدينا كأساس لتحقيق النجاح هو التحدي، سواء مني كمدرب أو لاعبين أو مسؤولين أو جمهور. لهذا فلا يمكن أن أفشل في نفس المهمة مع الدفاع الجديدي لإرجاعه إلى السكة الصحيحة، طبعا مع الدعم والمؤازرة التي انتظرها من جميع المكونات. p ما هي عقدة الأهداف التي التزمت بها ؟ n العقد يمتد لسنتين ونصف. الستة الأشهر الأولى سنعمل من أجل البقاء ضمن قسم الكبار، وبعد ذلك سنبسط البرنامج الذي يمتد لسنتين، وسيتم التركيز فيه على تكوين فريق يتشكل أساسا من أبناء المدينة، حتى يصبح للجديدة فريقا ذو شخصية من الناحية البشرية والتقنية، كما أنه سيتم الاعتماد على شبان وأمل الدفاع لاستقطاب لاعبين منهما، إضافة الى الهواة والتركيز على الدوريات المحلية. المهم حاليا هو إنقاذ الفريق وبعد ذلك ندخل مرحلة إعادة البنا. p لنعد شيئا ما إلى الوراء، كيف تقارن دفاع اليوم بدفاع الأمس؟ n هناك فرق كبير، حيث تبقى التجربة سمة أساسية. ففي السابق كان لدي لاعبين كبار كالرياحي ولهوا وصعصع والضيفي، فهؤلاء أبناء الفريق كانت لهم روح قتالية رغم الضائقة المالية التي عانيناها طيلة سنوات، بسبب قلة الموارد المالية في غياب محتضن و مستشهرين. لقد كانت الرواتب الشهرية تتأخر كثيرا، بل و حتى عند مغادرتي للفريق تنازلت عن عدة مستحقات حتى لا يتهم طاليب بأنه المادي فقط. فالدفاع في القلب. قوتنا آنذاك كانت تتجلى في الجو العائلي الذي ألّف بيننا، إذ أصبحنا كأسرة واحدة نعقد لقاءات يومية في بيوت اللاعبين وأعضاء المكتب المسير. كما تجلت قوتنا أيضا في الاحترام المتبادل. p ماهي الإشارات التي يمكن أن يرسلها طاليب إلى الجمهور الجديدي حتى يطمئن على مستقبل فريقه؟ n الجمهور الجديدي هو الذي سيساعدنا على تجاوز العقبات، وهو العين التي ترى أحيانا مالا نراه، فاليد الواحدة لا تصفق. فرغم أننا نشتغل كطاقم تقني يوميا داخل الملعب وصالات الرياضة وقاعات الدروس مع هؤلاء اللاعبين، فإنه دون جمهور، وفي هذه الظروف، لا يمكن تحقيق الهدف المنشود، لذا أطلب من الجمهور الجديدي مؤازرتنا كما عهدته دائما، حيث يكون بجانب فريقه في السراء و الضراء. و هو ما يشكل حافزا لي للعمل أكثر وسأبلغ هذه الرسالة للاعبين لتحفيزهم على العطاء. ومرة أخرى أقولها، فإذا اتحد الجميع فإن الفريق سيظل بالدوري الاحترافي. p ما السر في اختيار طاقم تقني من الجديدة؟ n لعلمكم لا أتوفر على طاقم تقني قار يرافقني كلما أشرفت على فريق ما. فأنا أحبذ الاعتماد على الكفاءات المحلية لقربها من الفريق، علما بأن العناصر التي وقع عليها الاختيار أعرفها جيدا، فقد سبق للمعد البدني أن اشتغل معي، والكل يعلم أن الرياضة تتطلب مؤهلات متميزة على مستوى اللياقة البدينة، وأنا أركز على هذا الجانب البدني بشكل كبير، لذلك فبمساعدتي له أظن أن الفريق قد تغير كثيرا. أما أيوب لاما فقد جاورني كحارس مرمى، وأظن أنه نجح في مهمته كمدرب للحارس مع الدفاع الجديدي من خلال المؤهلات التي أبان عنها العسكري في المباريات السابقة. أما بالنسبة لفضلي وأوصمان فهما يرتبطان بالفريق كمشرفين تقنيين، لذلك فالاعتماد عليهما في هذه الفترة ضرورة ملحة لمساعدتي على معرفة الخبايا التقنية للفريق. وعموما لن يكون لي أي مشكل مع الطاقم، لأن أفراده لن يقبلوا بالضرر لفريقهم، حيث سيقدمون له خدمات ستسجل لهم في سيرتهم. فالفريق إذا ضمن البقاء سيكونون هم كذلك عند حسن ظن الجمهور.