يحيي بيت الشعر في المغرب بمعية وزارة الثقافة ( المديرية الجهوية لمراكش أسفي) ،احتفالية اليوم العالمي للشعر الذي يحل كل سنة في 21 مارس بمدينة مراكش هذا العام، وذلك خلال يومي السبت والأحد القادمين (18 / 19 مارس). وتتضمن الاحتفالية معرضا للكتاب الشعري؛ قراءات شعرية؛ لحظات موسيقية؛ ندوات نقدية وتوقيع كتب. وقد كتب كلمة احتفالية هذه السنة، بطلب من بيت الشعر في المغرب، الشاعر العربي الكبير قاسم حداد، فيما ملصقها من إنجاز الفنان التشكيلي محمد المنصوري الإدريسي. وجاء في كلمة الشاعر قاسم حداد: «الآن، لم تعد القصيدة هي العنوان الوحيد أو النهائي للشعر. القصيدة هي أحد العناوين، أو الأشكال أو الأنواع، التي لا تُحصى للشعر كرؤية ورؤيا. الشعر، يوماً بعد يوم، يتحرّر من تخومِه التقليدية، خارجاً عن القصيدة إلى هواء الحياة، متمثلاً في أشياء الإنسان والعالم. لقد أصبح الشعر هو شرط الجمال في كل أنواع التعبير الفني، كما في شتى أشكال الحياة. *** «فيما يتحرّر الشعرُ من وظيفته الدعائية، مما يحيط به، ومما يُفرض عليه، من غايات وواجبات قسرية، يذهبُ بأحلامه إلى أقصى الآفاق، متجاوزاً الانهيارات الشاملة التي تطال البشر وهم يتدافعون بالمناكب نحو بوابات مستقبلهم المخطوف. الشعر لا يخدم أحداً، خصوصاً في اللحظة التي ترزح فيها البشرية تحت حوافر القتل والفقر والاستغلال. الشعر هو ما يحرّرنا من المكائد والشِراك الشاخصة نحو مواضع أقدامنا المذعورة. *** «الشعر الآن، هو الحب الوحيد الذي ربما ينقذ الإنسان مما يتهدّده من محوٍ أبديٍ في هذا الكوكب. إذ حين يتقهقر العالم حتى الأسلاف، يقدر الشعر على التشبث بالضوء النادر المتصل بالخطوة الكونية التالية، بعد أن يتخذ الإنسان وضعية الكتابة .. ويقرأ. *** «الآن، تجربة المجتمع الإنساني، على صِلَتِها التكوينية بالشعر، يتوجب أن تعترف بعجز الشعر عن المجابهات ومكافحة الحروب ومتابعة مجريات الحياة اليومية، وبأن ما يقصر الشعرُ عن تغييره، هو بالضبط ما يمنحه ديمومته القادرة على المقاومة وعدم الارتهان لليومي والسياسي والإيديولوجي، ليبقى شاهداً على كل تلك الانهيارات دون أن ينهار معها، فليس أقل للشعر بأن لا يتغير. في الشعر نحن نفهم الصنيع القاتل الذي تتعرّضُ له البشرية قاطبة، وبشتى الوسائط التقليدية والحديثة، لكن هذا كله ليس مدعاة لقبول هذا الصنيع ووسائطه. *** «مهما بلغ العنف الذي تتسلح به الأنظمة والسلطات بشتى أشكالهما من أجل سحق البشر، فليس من شأن الشعر أن يرى في العنف جواباً لأسئلة الحياة وأسلحتها. في حركة التاريخ عليهم أن يدركوا، أولئك الذين يحكموننا بالعنف، أن الشعر هو ما يمدّنا بالطاقة الغامضة للحب، لأجل أن نجعل ما يفنى فينا لا يموت. *** «الشعر الذي نذهب إليه ولا ندركه، الكلام الإنساني الأسمى، سوف يظل يرأف بنا في لحظة الخوف، ويشفق علينا لحظة الضياع، ويمسح بلسَمه على جراحنا ساعة المقتلة. الشعر، جمالنا الذي لا يُضاهى عندما لا يكون زينةً في أحذية الطغاة، ومجدنا حين لا يصبح كلمة في دفتر الرياء والتملّق. هذا هو الشعر الذي نصغي إليه أكثر مما نكتبه، ونحبه من دون أن نصلّي إليه. الشعر الذي نجده في كل نص جديد، مثل حياةٍ جديدة.» هذا، وينطلق برنامج الاحتفالية في الساعة 6 من مساء الجمعة 18 مارس 2016 بقاعة العروض الصغرى بالمديرية الجهوية للثقافة بالداوديات، متضمنا افتتاح معرض منشورات بيت الشعر في المغرب، كلمة الشاعر نجيب خداري، رئيس البيت؛ كلمة المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة مراكش أسفي؛ كلمة جمعية الأطلس الكبير بمراكش؛ كلمة المعهد الفرنسي بمراكش؛ تلاوة كلمة إيرينا بوكوفا الأمينة العامة لليونيسكو وكلمة الشاعر العربي قاسم حداد (تقديم الشاعر: مراد القادري). لتلي ذلك جلسة القراءات الشعرية الأولى بمشاركة الشعراء: مليكة العاصمي؛عبد السلام الموساوي؛عبد الحي صديق؛ محمد واكرار ويولاندا صولير أونيس، ثم لحظة موسيقية (تقديم الناقد: عبد العزيز البومسهولي). أما يوم السبت، وابتداء من الساعة 10 صباحا، فيحتضن رياض دينيس ماسون ندوة في موضوع «راهن القصيدة المغربية اليوم «، من تقديم الناقد خالد بلقاسم وبمشاركة الأساتذة: محمد أيت لعميم، حسن مخافي، عبد السلام الموساوي، محمد رمصيص ويوسف ناوري؛ مع توقيع مؤلفاتهم النقدية الصادرة مؤخرا ضمن منشورات بيت الشعر وبدعم من وزارة الثقافة. ويتعلق الأمر بالكتب التالية : قصيدة النثر ( محمد أيت لعميم)، القصيدة المغربية الحديثة (حسن مخافي)، للمتلقي واسع التأويل (عبد السلام الموساوي)، من لغة الظل إلى ضوء الشعر ( محمد رمصيص)، شعرية الغامض ( يوسف ناوري). وفي الخامسة من زوال ذات اليوم، برياض دنيس ماسون، فتنعقد الأمسية الثانية التي تتضمن لحظة موسيقية وقراءات شعرية بمشاركة: أحمد بلحاج أيت وارهام؛ بوعزة الصنعاوي؛ نجاة زباير؛ رشيد منسوم؛ جمال أماش وحسن بنمنصور (تقديم الناقد: يوسف ناوري).