بشكل غريب وفظيع، وأمام أنظار السلطات المحلية، نبتت كالفطر في السنوات الأخيرة على الطريق الساحلية بدوار اولاد اعمارة التابع لمدينة بوزنيقة، العديد من المقاهي العشوائية التي تقدم المأكولات بمختلف أنواعها المشوية أو تلك التي يتم إعدادها وطبخها في الطواجين. وحسب بعض المتتبعين للشأن المحلي، فإن المنطقة عرفت خلال فترات تولي الرئيس الحالي تدبير شؤون مدينة بوزنيقة أكبر وأفظع عمليات البناء العشوائي، وذلك ترضية للموالين في إقامة مساكن ومحلات عشوائية، خصوصا وأن المنطقة المعنية تعتبر خزانا انتخابيا وفيا لرئيس البلدية، مما شجع العديدين ممن يتحينون الفرص ويستغلون المناسبات الانتخابية، على إقامة مقاه عشوائية على جنبات الطريق الساحلية، والتي تتسبب في عرقلة حركة السير والمرور خاصة يومي السبت والأحد حيث يعرف المكان اكتظاظا كبيرا وتسود فوضى عارمة أبطالها بعض حراس السيارات و«مستخدمي» المقاهي الذين يتسابقون لجلب الزبناء تارة عن طريق الإغراء والصياح وتارة أخرى عن طريق الإلحاح والإرغام الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الاستفزاز في حالة عدم إبداء الرغبة في الاستجابة لدعوة « النادل» أو الحارس من طرف الزبون، دون احترام لمشاعر المواطنين. وقد يستغل البعض من هؤلاء الحراس هذه الفوضى لفرض أثمنة غير مناسبة مقابل ركن السيارت. وهي عملية تتم في غياب تام للجن المراقبة التي من المفروض أن تقوم بواجبها من خلال تطبيقها للقانون سواء في مراقبة جودة المأكولات التي تقدم بتلك المقاهي أومن خلال السهر على حماية سلامة وصحة الزبناء الذين يرتادون المقاهي لتناول الوجبات الغذائية بها، وكذا تطبيق القانون في ما يتعلق باستخلاص واجبات ركن السيارات، حيث تبقى، حسب بعض المصادر، الجهة التي تستفيد من استغلال هذه الوضعية غير معروفة، مما اعتبرها البعض أنها عملية «نصب» على المواطنين تتم في واضحة النهار، خصوصا وأن من يقف بعين المكان لا يجد اللوحة التي تحدد أثمنة ركن السيارات ولا من له الحق في استخلاص تلك الواجبات. المقاهي العشوائية التي انتصبت بدون سابق إعلان بمنطقة اولاد عمارة، تعد بحق نقطة سوداء في «جبين» الإقليم بصفة عامة ومدينة بوزنيقة على الخصوص، لكون المنطقة توجد في موقع استراتيجي هام على الواجهة البحرية وبالقرب من المركب الدولي مولاي رشيد للطفولة والشباب، وبمحاذاة الفيلات الكبيرة والضخمة لبعض كبار المسؤولين التي توجد على الساحل البحري. لكن تناسل المباني والمقاهي العشوائية بتشجيع من مسؤولين بالبلدية وبمباركة بعض ممثلي السلطات المحلية التي اختارت أسلوب المتفرج وغض الطرف عن التصرفات التي تقوم بخرق القانون، ساهم في تشويه جمالية المنطقة. مما يتطلب التدخل من الجهات المعنية لإرجاع الأمور إلى نصابها بإزالة تلك المقاهي العشوائية لتنقية المنطقة من الفوضى التي تعشش بدوار اولاد عمارة ولتسهيل عملية التنقل والمرور بالطريق الساحلية.