ينظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة مؤتمره العلمي السنوي الرابع حول موضوع «المغرب وإفريقيا: المجالات والرهانات الاستراتيجية الجديدة»، وذلك يومي 11 و12 مارس الجاري بالمدينة. وجاء في ورقة تقديمية لهذه التظاهرة العلمية، التي يشارك فيها باحثون من المغرب وخارجه، «أن الرهانات الاستراتيجية لتنمية العلاقات بين المغرب وإفريقيا تبدو، اليوم، أكثر إلحاحا، سواء على الصعيد السياسي الذي يحدده الموقع والاستحقاقات المشتركة، أو على الصعيد الاقتصادي المرتبط بمقتضيات تنمية حقيقية للقارة الإفريقية، وما يرتبط بها من ضرورة تعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة وتطوير العلاقات المتعددة الأطراف لخدمتها». وأضافت الوثيقة « أن ثمة روابط متعددة تجمع بين المغرب وإفريقيا، أغلبها يكتسي تجليات حضارية وروحية وثقافية»، موضحة «أن المغرب استأثر بالجانب الروحي في المجال الديني ضمن الفضاء الإفريقي المسلم خلال القرون العشرة الماضية. وأن الحضور المغربي في إفريقيا ظل ظاهرا ومؤثرا في المجالات التاريخية والعلمية والأدبية والفنية»، لافتة إلى «أن كل الجوانب التي تحكم العلاقات المغربية - الإفريقية، بما فيها الجانب الاقتصادي، يؤطرها بعد إنساني نابع من الانتماء الحضاري الهوياتي للمغرب»، حيث «لا يخفى الدور الطلائعي الذي يضطلع به المغرب في هذا الجانب، سواء تعلق الأمر بالطلبة الأفارقة الدارسين في الكليات والمعاهد المغربية، أو بالمقاربة الإنسانية للهجرة التي ينهجها المغرب». وتتوزع محاور هذا المؤتمر بين «المحور التاريخي وأفق تأثيراته على مستقبل العلاقات المغربية الإفريقية» و»المحور الديني والدور الجديد للمغرب بإفريقيا المسلمة» و»المحور الاقتصادي والتجاري والمالي وواقع ومستقبل التعاون» و»المحور السياسي وتأثير القضايا السياسية والاستراتيجية في مستقبل العلاقات المغربية الإفريقية»، و»المحور الثقافي والفني واللغوي وأهمية التقارب وآلياته بين المغرب وإفريقيا»، وكذا «المحور الإنساني وأهميته في توطيد التعاون بين المغرب وإفريقيا».