أعلنت أثينا أيضا أنها تنوي طرد 308 مهاجرين غالبيتهم من المغرب وتونس والجزائر إلى تركيا في إطار اتفاق بين أثينا وأنقرة. وجاء الخبر على هامش تواصل تفكيك قسم من مخيم اللاجئين الراغبين بالانتقال إلى بريطانيا، في مدينة كاليه الفرنسية في حين تزداد أزمة المهاجرين العالقين في اليونان تفاقما بعد رفض الكثير من البلدان عبورهم إلى شمال أوروبا. وتعتبر أزمة المهاجرين هذه الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية، وباتت تشغل الولاياتالمتحدة التي تزداد الضغوط عليها لدفعها إلى إقرارتسوية للأزمة السورية وبالتالي لأزمة اللاجئين. وتواصلت أعمال تفكيك قسم من المخيم العشوائي في مدينة كاليه في شمال فرنسا، حيث يتجمع لاجؤون سوريون وأفغان وسودانيون، في أجواء من التوتر ووسط انتشار أمني واسع بعد مواجهات الاثنين بين الطرفين. وخاطب مسؤول في المخيم مجموعة من السودانيين قائلا »عليكم أن تجمعوا أغراضكم وان تغادروا لأن الشرطة قادمة«. إلا أن أحد اللاجئين رد عليه بالقول »قد عرفنا السجون والتعذيب وأنتم لا تخيفوننا«. وتواصلت عملية إزالة المخيم في منطقة غالبية قاطنيها من السودانيين. وتحول الرفض مساء إلى نوع من الخنوع. وقال السوداني نور الذي بدا كأنه يتزعم مجموعة السودانيين »لم نعد نعرف ما يمكن أن نقوم به«. ومساء الاثنين هاجم نحو 150 مهاجرا السيارات العابرة باتجاه بريطانيا في كاليه قبل أن تفرقهم الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع. وهدأت الأوضاع ليلا في المخيم ولا تزال السلطات الفرنسية مصرة على نقل المهاجرين إلى مراكز استقبال موزعة على الأراضي الفرنسية. وقال فنسان برتون أحد ممثلي الحكومة في شمال فرنسا في تصريح صحافي "سنأخذ الوقت اللازم ولو استغرق الأمر ثلاثة أسابيع أو شهرا". وندد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بتحرك حفنة من ناشطي لا حدود المتطرفين والعنيفين». ويقيم في المنطقة المطلوب تفكيكها من المخيم بين 800 وألف مهاجر، حسب الحكومة، في حين تقول جمعيات أن عددهم يصل إلى 3450 شخصا. وعلى بعد آلاف الكيلومترات من كاليه لا يزال نحو سبعة آلاف مهاجر عالقين على معبر ايدوميني اليوناني الحدودي نتيجة القيود التي فرضتها دول أوروبية عدة وبينها مقدونيا على دخولهم. وقررت دول عدة حصر الدخول بعدد يومي محدد،من دون أن يكون هناك اتفاق أوروبي بهذا الصدد. وبعد أن كان العبور إلى مقدونيا محدودا جدا الأحد تمكنت مجموعة من نحو 300 عراقي وسوري بينهم نساء وأطفال الاثنين من خرق طوق الشرطة اليونانية وتدمير قسم من السياج الشائك. وألقت الشرطة المقدونية باتجاههم القنابل المسيلة للدموع. وأعربت المفوضية الأوروبية الثلاثاء عن »قلقها الشديد« إزاء هذه الحوادث. وبررت مقدونيا استخدام الغاز المسيل للدموع بالقول أنه جرت "عملية تسلل عنيفة" من قبل أشخاص رفضوا تسجيل أسمائهم أو التوجه إلى مراكز الاستقبال. من جهته قال وزير الخارجية المقدوني نيكولا بوبوسكي في رسالة الكترونية إلى وكالة فرانس برس »حاول مئات الشبان من المهاجرين الدخول بالقوة إلى الأراضي المقدونية من اليونان« مضيفا أن »الخيار في هذه الحالة بسيط، فإما أن تنسحب الشرطة وتسمح للمهاجرين بالدخول من دون أن يسجلوا أو تمنعهم من الدخول بشكل غير شرعي«. وأكد أن قرار المنع اتخذه »عناصر من الشرطة من ذوي الخبرة«. كما أعلن المتحدث باسم الجيش المقدوني توني جانيفسكي لوكالة فرانس برس تعزيز عدد الجنود على الحدود مع اليونان »دعما لدوريات الشرطة«. وأعلنت كرواتيا الثلاثاء أنها تدرس جديا تعزيز إجراءات الرقابة على حدودها. وقال وزير الداخلية فلاهو اوربيتش في تصريح صحافي »سنفعل ذلك على الأرجح«. وكانت سلوفينيا سمحت في أكتوبر الماضي لجيشها بمساندة الشرطة على طول الحدود مع كرواتيا والبالغ طورها 670 كلم. وفي مقابلة مع صحيفة هاندلسبلات الألمانية الاقتصادية تخوف وزير الخارجية المقدوني من نشوب خلافات بين دول المنطقة بسبب المهاجرين. وقال »علينا أن نتنبه كثيرا لعدم قيام نزاعات بين الجيران في حال تعزيز الإجراءات على الحدود« قبل أن يضيف »إن سلوفينيا ترسل المهاجرين غير الشرعيين إلى كرواتيا، وكرواتيا ترسلهم إلى صربيا، وصربيا ترسلهم إلى مقدونيا ... الخ« معربا عن تخوفه من »أن يتحول هذا السيناريو إلى حقيقة في حال تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين«. وحسب منظمة أطباء بلا حدود فان عدد المهاجرين الحالي في ايدوميني هو أربع مرات أكثر من قدرات المخيمين القائمين قرب المعبر على الاستقبال، ولا بد للكثيرين من المبيت في الحقول. ويتجمع عدد من اللاجئين مباشرة أمام بوابة المعبر على أمل أن يكونوا أول العابرين في حال الموافقة على انتقالهم إلى مقدونيا. وبعضهم لا يزال على هذه الحالة منذ ثلاثة أيام. وبين اللاجئين السوري فيصل البالغ من العمر ثلاثين عاما والمبتور الساقين نتيجة إصابته بقذيفة في دمشق. وأكد انه يسافر بساقين اصطناعيين بمساعدة صديق. ومقدونيا هي الدولة الأولى التي يتوجب المرور بها في الطريق إلى أوروبا الوسطى والشمالية بعد وصولهم إلى الجزر اليونانية من تركيا. من ناحيته، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجددا بالقيود المفروضة على المهاجرين العالقين على الحدود في البلقان، مؤكدا خلال زيارة لمدريد مساء الثلاثاء، إن هذه القيود »لا تتفق مع القانون الدولي ولا مع الكرامة الإنسانية«. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين الثلاثاء أن نحو 130 ألف لاجئ وصلوا منذ مطلع العام الحالي إلى أوروبا بعد عبورهم البحر المتوسط، أي أكثر من عدد الذين عبروا خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الماضي. وأطلقت اليونان صفارة الإنذار الثلاثاء. فقد قالت اولغا جيروفاسيلي المتحدثة باسم الحكومة» نحن لم نعد قادرين على مواجهة هذا العدد الكبير من اللاجئين«. وسلمت السلطات اليونانية في أثينا خطة »طارئة« إلى الاتحاد الأوروبي لتنظيم استقبال نحو مئة ألف لاجئ بكلفة تصل إلى 480 مليون يورو، حسب ما أوضحت المتحدثة. وتستقبل اليونان حاليا نحو 23 ألف لاجئ. و في هذا السياق ،أعلنت أثينا أنها تنوي طرد 308 مهاجرين غالبيتهم من المغرب وتونس والجزائر إلى تركيا في إطار اتفاق بين أثينا وأنقرة. وفي ايطاليا نددت 12 منظمة غير حكومية تنشط في مجال مساعدةو استقبال اللاجئين في هذا البلد، بكيفية معاملة اللاجئين لدى وصولهم إلى مراكز التسجيل (هوت سبوتس) التي أقيمت بطلب من السلطات الأوروبية. وفي ظل الخلافات المستشرية بين الدول الأوروبية في طريقة مواجهة أزمة الهجرة باشر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في فيينا جولة على عدد من دول المنطقة ستشمل أيضا الخميس والجمعة، تركيا ،قبل أن يشارك في قمة أوروبية في السابع من مارس في بروكسل تشارك فيها تركيا. وفي إطار الإعداد لهذه القمة يستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ،الجمعة، في باريس المستشارة الألمانية انغيلا ميركل. أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فاعتبر أن »أزمة اللاجئين عالمية ولم تعد تحديا إقليميا بل باتت اختبارا لنا جميعا«.