احتضنت مدينة ورزازات المغربية من الفترة الممتدة بين 4 و 7 فبراير 2016 فعاليات المهرجان الدولي للإعلام الالكتروني، المنظم من طرف نادي ورزازات للإعلام والصحافة والاتحاد الدولي للمواقع الإلكترونية وذلك بمشاركة مجموعة من الدول العربية. وضمن فقرات المهرجان ندوة فكرية استعرض من خلالها ممثلو الدول المشاركة بالمهرجان وضعية الإعلام الالكتروني بكل من المغرب وتونسالجزائروموريتانياوالكويت في خضم التطور الذي تعرفه حياة المجتمع وتطور الإعلام. الصحفي والإعلامي عبد اللطيف بن طالب من المغرب صاحب في درب صاحبة الجلالة يؤكد أن القانون يعترف بوجود هذا النوع من الصحافة، باعتباره مجالا تعبيريا جديدا يتميز بحرية مضمونة هذا المجال المرتبط باستخدام الانترنيت بصفة كاملة وتامة دفع الحكومة إلى المطالبة بتقنينه مما حداها إلى إصدار كتاب أبيض يحمل مجموعة من التوصيات تهدف إلى الحد من الفوضى وعدم التنظيم الذي يعاني منه مجال الصحافة الإلكترونية. وأوضح أن من بين أهم التوصيات التي جاءت في الكتاب الأبيض تتجلى في التحدي التكنولوجي والتحدي الاقتصادي المتمثل في قلة الموارد وتحدي أخلاقيات المهنة وتحدي السرقة والتعرض للحياة الشخصية، مؤكدا أنه رغم هذه التحديات استطاعت الصحافة الالكترونية أن تفرض نفسها على الساحة الإعلامية، باستفادتها من الدفعة التي أعطاها لها الربيع العربي سنة 2011، والمد المطالب بالحرية والثورة على كل أشكال الاستبداد الذي عاشته الشعوب العربية إبانه. الدكتور محمد عالي العبادي من موريتانيا المنسق العام للاتحاد الدولي للمواقع الالكترونية بشمال افريقيا والمغرب الكبير الذي أكد أن الإعلام الالكتروني أصبح هاجسا كبيرا لدى كل الدول ولدى المنظمات الإرهابية كذلك والتي تسعى للسيطرة عليه، فمجال الإعلام الالكتروني يشبه حظيرة الطيور صعب التوجيه ولا يكمن التحكم فيه. في موريتانيا، يقول الدكتور العبادي، ليس هناك قيود أو كوابح على الإعلامي، لهذا فهاجس الحفاظ على هذه الحرية دفعت إلى البحث عن مدونة لأخلاقيات مهنة الإعلامي والصحفي لصيانتها ثم الارتقاء بها من الهواية إلى ألاحتراف وهذا لن يتأتى إلا بتوفير دورات تكوينية حول ضوابط مهنة الصحفي و أخلاقياتها، ثم بتكوين الصحفيين و الإعلاميين حول ضرورات الأمن. من دولة الكويت الأستاذة ياسمين علي كاتبة إعلامية وعضو لجنة المرأة في الاتحاد الكويتي، بينت أن الإعلام الالكتروني يتميز باستخدام الوسائل الالكترونية التي تيسر الوصول للمعلومة وتسهل تحديثها، سمة دفعت الإذاعات والقنوات التلفزية إلى الاستعانة والاعتماد على الإعلام الالكتروني، تضيف الأستاذة ياسمين، يستدعي إخراج قانون ناظم للصحافة الإلكترونية، لكن مع ضرورة مراعاة حق الحرية في التعبير والوصول للمعلومة. وفي إطار المداخلات الإعلامي والمذيع الجزائري عباس نور الحاصل على جائزة أحسن الصحفيين العرب لسنة 2015، بين أن الجزائر لم تدخل تجربة الإعلام الالكتروني إلا منذ فترة قصيرة، لتتطور التجربة بعدها إلى إنشاء صحف وتلفزيون انترنت ومدونات، كما بين الإعلامي عباس نور أن هناك مجموعة من الصعوبات مازالت تقف دون أداء الإعلام الالكتروني لدوره الريادي، ففتح المواقع الاخبارية تطبعه العشوائية وعدم ضبط الأخبار أو سرقتها وغياب الاستمرارية في العمل، وضعف التكوين والتدريب الشيء الذي يستدعي مطالبة الجهات المسؤولة بإدخال تكنولوجيا الاتصال في مجالات الصحافة وتكييف القوانين لتتماشى مع المستجدات في مجالات الإعلام والصحافة خصوصا الالكتروني منها. مداخلة الرابعة والأخيرة للأستاذة ألفة اليحياوي من تونس، عضو مركز تونس لإعلام السياحي صرحت من خلالها أن الصحافة الالكترونية عرفت انتشارا واسعا في تونس منذ أواخر القرن الماضي عبر بمرحلتين، الأولى قبل ثورة 2011 تميزت بكون الصحافة كانت فضاء موازيا لا يعكس اهتمامات ومعاناة الشعب، فكانت الفضاءات الالكترونية مراقبة وتمت ملاحقة النشطاء والمدونين، مما اثر بشكل كبير على الصحافة الإلكترونية التي ظلت شبه مغيبة، أما المرحلة الثانية فقد جاءت بعد ثورة 2011 حيث تم حل كل أجهزة المراقبة في ظل حرية غير مسبوقة، ولكن من جهة أخرى أدت هذه الحرية إلى مشاكل من قبيل المس بالحياة الشخصية للناس وسرقة الأخبار لهذا فمن الضروري وضع مدونة سلوك تنظم السلوكات في هذا الميدان دون المس بالحرية وتعيد الاعتبار للقطاع، هذا وقد خرجت الندوة بالعديد من التوصيات والقرارات المتعلقة بمستقبل الإعلام الإلكتروني في الوطن العربي لأجل تقنين القطاع والحد من الفوضى التي يتخبط فيها، والعمل على رد الاعتبار لوظائف الإعلام لأجل توجيه وتربية المجتمع على القيم السامية والإنسانية وقيم التعايش السلمي، وهذا هو الدور المنوط بالعاملين بقطاع الصحافة والاعلام الالكتروني الذين عليهم واجب العمل على إصلاح القطاع من الداخل عوض انتظار الإصلاح الآتي من الخارج.