أعلن فيزيائيون أميركيون، الخميس، اكتشاف موجات الجاذبية التي تنبأ بها ألبرت أينشتاين منذ 100 عام في نظريته الشهيرة «النظرية النسبية» في كشف فيزيائي قد يغير الفيزياء كما نعرفها في عالمنا الآن. وقال ديفيد ريتز، المدير التنفيذي لمرصد الموجات التداخلية والليزر والجاذبية بالمؤتمر الذي عقد بواشنطن «لقد اكتشفنا موجات الجاذبية.. لقد فعلناها». ويأتي الاكتشاف الذي أعلنته المؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم بحضور علماء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كتتويج لقرن من التوقعات، وخمسين عاما من المحاولة والخطأ، وبعد 25 عاما من محاولات لتحسين دقة الآلات المستخدمة للكشف عن التشوش في الزمكان في جزء من الألف من قطر نواة ذرة، عبر شعاع ليزر بمساحة 4 كيلومتر ومرآة. وباستخدام جهاز الاستشعار الأكثر تعقيدا في العالم، استمع العلماء لعشرين جزءا من الألف في الثانية أثناء دوران ثقبين أسودين حول أحدهما الآخر، وتبلغ كتلة واحد منهما 35 مرة قدر كتلة شمس عالمنا، والآخر أصغر قليلا. ويعد هذا الاكتشاف تقدما هائلا في علوم الفيزياء، من شأنه أن يفتح نافذة جديدة على الكون وأسراره، وبإحراز هذا التقدم يشهد العالم ميلاد مجال جديد في علوم الفلك شبيه باللحظة التي وجه فيها غاليلي منظاره لأول مرة نحو السماء في القرن السابع عشر. وتعد موجات الجاذبية أحد أكبر الألغاز التي تواجه العلم، ولم يستطع العلماء الوصول إلى جواب وتحليل وافيين لها. ويختلف التفسير العلمي المبني على نظرية نيوتن للجاذبية عن تفسير نظرية أينشتاين، فنيوتن يعتقد أن الجاذبية موجودة ومن صنع المادة، وأن قوة تجاذب أي جسمين في الكون تتناسب طرديا مع حاصل ضرب كتلتيهما وعكسيا مع مربع المسافة بين مركزيهما، كما ينص قانون الجذب العام لنيوتن. أما أينشتاين، فيعتقد بأن الجاذبية موجات وتموجات تنقل الطاقة من خلال الكون، وأعلن عن ذلك لأول مرة عام 1916، وشكلت جزءا مهما من نظريته في النسبية التي تشرح الزمان والمكان معا وتشرح الجاذبية والأبعاد الأربعة بطريقة رياضية، وعلى الرغم من وجود أدلة تدعم هذه النظرية، إلا أن العلم الحديث لم يثبت وجودها بسبب حجم الموجات الدقيق. وقال العلماء إنهم استعانوا بمرصد قياس تداخل موجات الجاذبية بواسطة الليزر (ليغو) لتاكيد صحة نظرية النسبية.