تشهد مدينة بودنيب مع نهاية كل شهر، منظرا لافتا، حيث يلاحظ أن ساكنة البلدة تقف في طابور طويل أمام دكاكين موزعي الدقيق المدعم (فرينة)، حيث يصطف الراغبون في التزود بالدقيق والتي يعدون بالمئات أمام الدكان ينتظرون دورهم للحصول على كيس من فئة 50 كلغ من مادة فرينة التي لا يتعدى ثمنها 100 درهم. للحصول على هذا (الدعم) الغذائي في منطقة نائية وفقيرة مع ظروف الجفاف الذي يضرب المنطقة ، يحتم على المواطن الوقوف لساعات طوال في طابور من المواطنين ذكورا و إناثا عله يظفر بمبتغاه. هذا الواقع تنتج عنه تصرفات وتحركات تؤدي الى نشوب ملاسنات قد تفضي في بعض الأحيان الى شجار وعراك بالأيدي ينتهي بأعطاب، كما حدث يوم 22 يناير الجاري، عندما أصيب شخص جراء التدافع، بإغماء سقط خلاله أرضا، استوجب تدخل بعض المصطفين من اجل إسعافه. وضع ساكنة بودنيب للحصول على كيس من الدقيق المدعم يطرح عدة إشكاليات، منها على وجه التحديد التسابق للحصول على المراكز الأولى من الصف، الشيء الذي تحدث معه فوضى كبيرة. واقع توزيع مادة الدقيق المدعم بإقليم الرشيدية وبودنيب على وجه الخصوص، يوضح واقع المضاربة في هذه المادة الحيوية لدى الطبقة الفقيرة المهمشة بمغرب الجنوب الشرقي، هو واقع يحتكره بعض أرباب المطاحن والتجار الموزعين، واقع يجعل المواطن البسيط يقضي يوما كاملا من أيام كل شهر في الانتظار تحت أشعة الشمس وصفير الرياح. ويشار إلى أن طريقة توزيع حصة بودنيب من الدقيق المدعم والتي يعتبرها البعض غير كافية بالنظر إلى تعداد الساكنة، تعرضت لانتقادات كثيرة من طرف المواطنين الذين يتحدثون عن التلاعب بهذه المادة الموجهة للفقراء، حيث تساهم جهات فيه ،إضافة الى عدم احترام الآجال المحددة للتوزيع، في حدوث الفوضى. يضاف إلى ذلك أن جودة الدقيق المدعم تبقى هي الأخرى غير مستقرة وتتباين من حصة لأخرى حيث توزع في بعض الأحيان أكياس غير قابل للاستهلاك.