كم انتظرت هذه اللحظة لأكتب عنك. لقد حاورتك عدة مرات وكتبت عنك استهلالات ولكني لم أقبض عليك حيا كما الآن. وبما أنها أمسية وفاء فأنا مقيد بهذا الشرط وهو أن أكون وفيا ومخلصا في كلمتي. صديقي العزيز الأرْتِسْتْ عبدالكريم الأزهر، أناديك بالأرْتِسْتْ وليس بالفنان لأن اللغة العربية وفي منجد الطلاب بالذات كلمة الفنان تعني الحمار الوحشي وأنا أنأى بك عن هذا النعت الشنيع، فالحمار يبقى حمارا ولو كان بالألوان. رغم أن الساحة الأدبية والفنية مملوءة بالفنانين. وبما أنني التزمت بالوفاء والصدق أود أن أوجه إليك كلمتي ومحبتي لك. لقد عرفتك منذ سنوات، وعرفت لوحاتك وتتبّعت مشروعك الفني منذ البداية: الإنسان والنافذة، اللوحات بالأبيض والأسود ثم اللوحات بالألوان إلى آخر المشوار، والحديث عن اللوحات أو عن مسيرتك الفنية مطروح في الطرقات فمن أراد ذلك فليرجع إلى المعارض وأغلفة الكتب والمجلات والجرائد، فانظر تجد. جئت لأتحدث عن الأزهر الإنسان وليس الأرتيسْتْ، وبما أن الوفاء يتطلب مني الصدق، فأقول لكم بأن صاحبنا الأزهر هذا صُحْبَتُه اللاّرُوبْ ولا يفيدك في دُنياك شيئا ويتصف بصفات غير حميدة وأقل ما نذكر من هذه الصفات أنه خائن ولص، وأنه ساذج وإن شئت التدقيق فهو خُبرِي كما نقول باللسان الدارج. وأنا أتحمل مسؤولية ما أقول. الأزهر الذي أعرفه إن سألناه الآن عن ثمن الطماطم والبطاطس أو خَيْزّو أو ثمن كيس أسمنت فلن نجد عنده الجواب فما سمعته مرة تحدث عن ثمن الخضر والفواكه ولا عن ثمن الشقق ولا فكر في البناء ولا في شراء سيارة فهل رأيتم خُبْريّاََ وساذجا أكثر من هذا الإنسان، كل أصدقائه دَارُو عْلاش يعگبو وهو دَارْ ولكن لم يعگبْ.. أو ليست صحبة هذا الأرْتيسْتْ اللاّروُب، كل همه هو الفن واللوحة، وحينما يتحدث عن لوحاته أو بالأحرى يتغزل بلوحاته وكأنه مع محبوبته، إنه يصبح شاعرا حينما يقف أمام إحداها شاعرا غزليا بامتياز ومن الطراز الرفيع أخاله وهو يتحدث عن اللوحة أنه يتحدث عن امرأة يتغزل بمفاتنها فهل رأيتم خيانة أكبر من هاته، وأنا أستغرب من زوجته الفاضلة. ألا تغارين من زوجك وهو يغازل لوحاته أوَ تسمحين بهذه الخيانة؟ الأزهر الإنسان، الأرْتِسْتْ تفكيره منصب على فنه ولواحاته، إلى متى ستظل أرْتِسْتاََ، كن فنانا واشتري منزلا وسيارة وانهض من سذاجتك وامش في الأسواق لتعرف ثمن البطاطس وخنشة البوصْلانَة وأقلع عن الخيانة. والخصلة الخطيرة فيك أيها الصديق العزيز أنك لص، تسرق وقتك وراحتك وصحتك وراحة أهلك من أجل معشوقتك اللوحة فحينما أدخل منزلك ومرسمك لا أعرف أأنا داخل إلى المنزل أم إلى المرسم فكل جدران المنزل مزينة باللوحات فأين المنزل ياترى؟ لم يسلم من لوحاتك سوى المرحاض، فهل أنت تسكن منزلا به لوحات أم تسكن مرسما به منزل، عفوا المطبخ لم أدخل إليه أبه لوحات؟. أخي عبدالكريم أنصحك بأن تبقى على حالك أرْتِيسْتاََ خائنا لصاََ خُبْرِيّاََ ساذجا على أن تصبح فنانا حسب منجد الطلاب. إننا لا نملك من الدنيا سوى كلمات، ولطخات لونية، وترنيمات نحن الذين وهبنا حياتنا للعشق والفن والأدب. أعتز بك صديقا، أرْتِسْتاََ، ساذجا خُبْرِياََ مثلي أنا الذي سأقول كلمتي وأرحل. وقبل أن أختم أود أن أخبركم بأن في بيت أو مرسم عبدالكريم الأزهر ثروة ومعدن نفيس ولوحة لا تقدر بثمن وكنز لا مثيل له، وإذا ما سمحت لكم الأقدار بزيارة منزله فنوبوا عني بتقبيل يدي هذا الكنز إنها أمه. كنز الدنيا الذي لا يفنى... *** ملحوظة: ألقيت هذه الشهادة خلال أمسية الوفاء لكل من الفنان محمود الإدريسي والتشكيلي عبد الكريم الأزهر والناقد صدوق نور الدين، وسعيد حمين مدير المعهد المتخصص في الفندقة والسياحة بالحوزية، ومعاذ الجامعي عامل إقليمالجديدة، التي أقامها نادي المراسلين الصحافيين بأزمور والدائرة يوم الخميس 14 يناير 2016 .