سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد الدرويش في المهرجان الخطابي بمناسبة ذكرى وثيقة الاستقلال: الاتحاد يسجل اعتزازه بذكرى 11 يناير وبكل الذكريات الوطنية ميزة الاستثناء تتطلب الحكمة والعقل والوطنية الصادقة في معالجة قضايا الوطن داخليا وخارجيا
بمناسبة الذكرى 72 لحدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مهرجانا خطابيا ألقيت خلاله كلمات وشهادات تستحضر الدروس والعبر استقراء للقيم النبيلة والمثل العليا التي يرمز لها هذا الحدث العظيم من تاريخ المغرب، كما تم خلال هذا المهرجان تكريم صفوة من قدماء المقاومين وعددهم إحدى عشر شخصا (7 منهم رحمة الله عليهم و 4 أحياء). وفي كلمته باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، جدد محمد الدرويش، عضو المكتب السياسي، اعتزاز الاتحاد بتخليد هاته الذكرى والاحتفال بها وقد بلغت سنتها الاثني وسبعين (72)، ذكرى بصمت المغاربة جيلا بعد جيل، وجعلت دول العالم الطامعة في المغرب تنتبه إلى الآثار السلبية التي تنجم عن مغامرات الاستمرار في احتلال مناطق من المغرب وأضاف الدرويش أن هذا اليوم شكل حدثا تاريخيا بامتياز هز عوالم السياسات الخارجية والعلاقات الدولية آنذاك باعتباره مبادرة سلمية راقية توجت مسلسل نضالات حركات رفض الاستعمار شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، والتي حدثت خلال سنوات 1903-1936 وسنوات بعد ذلك حتى إنها شكلت محطة تجاوز أخرى لمذكرة «مطالب الشعب المغربي» بالإصلاحات اللازمة تنفيذا لمعاهدة الحماية و التي تقدمت بها كتلة العمل الوطني سنة 1943. وأوضح الدرويش أن تاريخ المغرب عرف محطات نضالية كثيرة لبست لبوسا متعدد المظاهر، متحد الأهداف سواء تعلق الأمر بالدفاع عن استقلال المغرب استقلالا حقيقيا والانهاء مع كل مظاهر معاهدة الحماية وكل أشكال الاستعمار أكان في الشمال أم في الوسط أم في الجنوب، استقلالا يضمن الوحدة الترابية للمملكة من طنجة إلى الكويرة وكذا دفاعا عن عزة المغاربة وكرامتهم في إطار المغرب الموحد. وهذا، يضيف عضو المكتب السياسي، ما اشتغل وناضل من أجله جيل وثيقة الاستقلال بوعي ثاقب وذكاء جماعي حاد و إدراك لسبل ضمان الوحدة الوطنية في التحام تام بين العرش والشعب دفاعا عن المقدسات والثوابت من أجل المغرب المعاصر، وتستمر الأجيال المتعاقبة في النضال والعمل متشبثة بالوحدة الوطنية للمغرب هادفة إلى تعزيز مكانه بين دول العالم وتطوير اقتصاده وتثبيت أسس ولبنات المجتمع الديمقراطي الحداثي المتطور والذي يرقى إلى مصاف الدول المتقدمة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس. وبهذه المناسبة ذكر الدرويش الحضور برمزية هذا الاحتفال مستحضرين الوطنية الصادقة لموقعي الوثيقة وللمدافعين عنها والمناضلين من أجل أهدافها النبيلة وفي مقدمتهم القيادات الوطنية من أمثال المرحومة مليكة الفاسي، والمرحوم علال الفاسي والمرحوم عبد الرحيم بوعبيد والشهيد المهدي بنبركة والمرحوم أحمد بلافريج والمرحوم عبد الله إبراهيم والمرحوم أبو بكر القادري و المرحوم أحمد مكوار الذي احتضن منزله بمدينة فاس توقيع الوثيقة بعد أن تم تحريرها بمنزل المرحوم أحمد بلافريج بالرباط، ونقلها الشهيد المهدي بن بركة إلى فاس. وبهاته المناسبة دعا الدرويش المسؤولين والمعنيين بالأمر وفي مقدمتهم المندوب السامي إلى بذل جهود أكثر حتى يتم إنقاذ هاته المعلمة التاريخية من الإهمال والنسيان فتكون معلمة من معالم الذاكرة الوطنية تؤرخ لمحطة خاصة في تاريخ المغرب، معبرا عن امتنانه بأعمال المندوبية السامية الاجتماعية والعلمية والتربوية في علاقاتها بكل المؤسسات الأكاديمية وغيرها. وأكد الدرويش في كلمته أن ربط الماضي بالحاضر يخدم المستقبل ويساهم في إذكاء الروح الوطنية الصادقة لدى الأجيال المتعاقبة ومن ثم فإن الاحتفال بتاريخ 11 يناير له دلالات خاصة وعميقة وجب التمكن منها والعمل على تصريفها التصريف الصحيح حتى يكون لنا بناء متراص الأطراف وعليه، يضيف عضو المكتب السياسي، فإن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهو يسجل اعتزازه بهاته الذكرى وبكل الذكريات الوطنية التي تؤرخ للمغرب المعاصر والحديث والتي جعلت منه استثناء في تدبير قضاياه الخارجية عبر المحطات التاريخية السابقة يذكر بأن الحفاظ على ميزة الاستثناء تتطلب الحكمة والعقل والوطنية الصادقة في معالجة قضايا الوطن داخليا وخارجيا وتفرض علينا اتخاذ مبادرات استثنائية للخروج من أزمات طارئة في إطار من المشاورات الموسعة بين كل المكونات حتى نتمكن من ضمان العيش الكريم للمواطن المغربي والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وهذا مدخله العام هو تطبيق مقتضيات دستور 2011 و هو نداء موجه لكل الأطراف حتى يكون الاحتفال بذكرى 11 يناير بابا من أبواب بناء المغرب المعاصر ينعم فيه المواطنون والمواطنات بكل حقوقهم وهم يقومون بكل واجباتهم تجاه هذا الوطن العزيز الموحد في تلاحم تام بين العرش والشعب وبين كل مكوناته المتعددة الثقافات. كما جدد الدرويش الشكر المشفوع بكل تقدير واحترام للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مندوبا ساميا وموظفين ولكل المناضلات والمناضلين والمدافعين عن المغرب الجديد الديمقراطي الحداثي المتطور اجتماعيا واقتصاديا مغرب الحريات والكرامة والعدالة الاجتماعية، مغرب يستعيد أبناؤه الأمجاد الخالدة لتاريخ هذا البلد الذي شكل دوما استثناء استعصى على كل الأطماع والمؤامرات ويستخلصوا العبر من أجل غد أفضل ومستقبل زاهر ننعم فيه بالأمن والطمأنينة والاستقرار.