مازالت هُوية الشخص الذي قتلته الشرطة الفرنسية بحي «غوت دور» بباريس يوم الخميس الماضي، تثير الكثير من التساؤلات، و كان المعني بالأمر قد هاجم مقر الشرطة وهو يهتف «الله اكبر» و يحمل ساطورا وحزاما ناسفا، ظهر فيما بعد أنه غير حقيقي حسب وزارة الداخلية الفرنسية،وقد تبين من خلال الوصية التي كان يحملها معه والتي كتبت بالعربية،أنه يعلن الولاء لداعش ويكشف عن هويته التونسية. وتأتي هذه الحادثة بعد مرور سنة على الاعتداء الذي استهدف مجلة شارلي ايبدو وأقل من شهرين على أخطر اعتداء إرهابي تعرضت له باريس وخلف 130 ضحية. «نحن أمام شخص معزول وسوف يحدد التحقيق هويته،ولا بد أن يثبت التحقيق هويته،ولست متأكدا من الهوية التي سبق أن أدلى بها.» يقول المدعي العام لباريس فرنسوا مولان. وذلك لأن هذا الشخص سبق له أن ادعى منذ شهور ، أثناء اعتقاله جنوبفرنسا أنه من أصول مغربية ،ولم يكن حينها يتوفر على أي أوراق إدارية تثبت هويته الحقيقية، لكن المعطيات التي كانت في حوزته يدعي فيها بنفسه أنه من أصول تونسية، وذلك من خلال الوصية التي وُجدت معه والتي كتب فيها بالعربية إنه مسلم ويبايع تنظيم داعش ،وهي وصية كتبها المعني بنفسه وتحدث فيها عن أصله التونسي وليس المغربي حسب فرنسوا مولان المسؤول عن التحقيق، وأضاف أنه يبرر الهجوم الذي قام به في الدائرة الأمنية بباريس من أجل الانتقام للأشخاص الذين يموتون بسوريا. وقد سبق للمعني أن ألقي القبض عليه بجنوبفرنسا في مدينة ماكسيم، وادعى أمام الدرك الفرنسي أنه مغربي الجنسية، وطلب منه مغادرة التراب الفرنسي لأنه لا يتوفر على الإقامة القانونية،وهو ما جعل المحققين يتحدثون في البداية عن الأصل المغربي لمرتكب هذا الهجوم، وحسب المعطيات الأولية للتحقيق فإن هذا الشخص لم يسبق له أن سافر إلى سوريا وليس له علاقة مباشرة بالتنظيمات الإرهابية حسب ما أدلت به وزيرة العدل الفرنسية كريستن توبيرا. وجاء هذا الهجوم في اليوم الذي كانت فيه فرنسا تحيي ذكرى الهجوم على مجلة شارلي ايبدو من طرف الإخوة كواشي، وهو الهجوم الذي خلف 17 قتيلا. من جهة أخرى أعلن القضاء البلجيكي الجمعة العثور على معدات تستخدم لصنع عبوات وآثار متفجرات وثلاثة أحزمة «قد يكون الهدف منها حمل متفجرات» بالإضافة إلى بصمة لصلاح عبد السلام المشتبه به في اعتداءات باريس -الذي لا يزال فارا- داخل شقة في بروكسل في 10 دجنبر. وأوضحت النيابة الفدرالية في بيان أن الشقة الواقعة في حي شيربيك في العاصمة تم تفتيشها في العاشر من دجنبر لكن دون أن تحدد لماذا تكشف هذه المعلومات الآن. وتابع البيان «في إطار التحقيق بعد اعتداءات باريس تؤكد النيابة الفدرالية العثور خلال مداهمة شقة في 10 دجنبر في الطابق الثالث من شارع بيرجيه في حي شيربيك, على مواد يمكن استخدامها لتصنيع عبوات بالإضافة إلى آثار مواد متفجرة». وأضاف البيان أن «الشقة استؤجرت بهوية مزورة يمكن أن يكون استخدمها» احد المشتبه بهم التسعة هو قيد التوقيف في سياق الشق البلجيكي من التحقيق في اعتداءات باريس التي وقعت في 13 نونبر. وتابع أنه تم «العثور على ثلاثة أحزمة يدوية الصنع يمكن استخدامها لنقل متفجرات بالإضافة إلى بصمة لصلاح عبد السلام». وتبحث الشرطة عن عبد السلام منذ الاعتداءات التي أوقعت 130 قتيلا في باريس في 13 نونبر وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها.