الكتابة / النص بياض نلونه بدمنا الموغل في فورانه بلا حد . شجر أيامنا تعصف به ريح لا نملك لها مردا ....ونحن الغرباء نعيش الاغتراب القسري مذ قال لنا الخالق :" اهبطوا بعضكم لبعض عدو..."الآية . نحلم بمساحات ضوء تشع خلاصا وانعتاقا ، نحلم .....نحلم وليس لنا إلاه (الحلم ) . هي الكتابة /حلم، عالم يشبه كلام طفل نزق، يحكي ويعلق على أشياء ومواقف لا يفهمها، أو يحاول فهمها، لذا أنا مازلت أذكر تعليقاتي الطفولية النزقة : دخلت مع أمي المستشفى لزيارة جدتي المريضة، كنت في السادسة ساعتها حين سألت أمي هذا السؤال: "أمي....أمي ....أتشمين رائحة الموت " بعد حين توفيت جدتي . الموت ؟؟؟؟ الموت ؟؟؟؟ كيف لطفل في السادسة أن يدرك سره؟ الموت ؟؟؟ هذه الفداحة الوجودية التي تزداد نتانة كمزابل المدن الكبرى . الآن فقط، أدركت أنها لم تكن أسئلة صبي نزق بقدر ما كانت أسئلة وجودية / شعرية مبكرة عن العالم والأشياء حوله . دهشة القلق والبحث عن الذات ...عن ذواتنا في عتمة هذا العالم الفادح/الفادح في رداءته .. هو القلق ...والعمر هزائم ....فدائح ....نكسات ....فصول تيه . لكن صحيح أن كوة الباب لا تسمح برؤية العالم ......لكنها على كل حال تكسر العتمة. أكتب لأفتح فجوة داخلي أطل منها علي..... لأهدم الجدران التي تنبت داخلي ... الكتابة صرخة رفض .....بديل للكائن عنوان للممكن الذي نحلم به . أكتب : لأهزم موتي ....موتي الذي أراه يزحف نحوي على حبل رفيع بحذاقة قرد.