أرخت الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران بظلالها على مواجهات الفرق الرياضية للبلدين، وتحديدا في كرة القدم، حيث طالبت الأندية السعودية على مواقعها الإلكترونية بعدم اللعب في إيران ونقل مبارياتها المقررة فيها إلى أرض محايدة. وينتظر أن تتقدم الأندية بطلب رسمي إلى الاتحاد السعودي لكي يرفعه إلى نظيره الآسيوي للبحث بإمكانية تنفيذه قبل انطلاق البطولة في فبراير المقبل. وأثار إعدام السعودية رجل الدين السعودي الشيعي المعارض، نمر باقر النمر، السبت الماضي توترا شديدا بين البلدين. وهاجم متظاهرون السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد في شمال شرق إيران وأضرموا فيهما النار. وردت السعودية يوم الأحد بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران. وكانت الأندية السعودية اشتكت في الأعوام الماضية من ممارسات ومضايقات تتعرض لها بعثاتها أثناء وجودها في إيران، بدءاً من وصولها للمطار وحتى المغادرة. وكان الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال السابق، قد طالب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بالتحرك السريع ونقل مباريات الفرق السعودية في دوري أبطال آسيا إلى أرض محايدة وقال :"إن الطلب أعتبره منطقيا جدا، سيما وأن بعثاتنا وفرقنا عانت الأمرين في السنوات الماضية في إيران، فكيف سيكون الوضع في هذا الوقت، الذي باتت حالة الاستعداء الشديدة واضحة وصريحة للسعودية من قبل إيران، وبالتالي على أنديتنا المشاركة آسيويا والاتحاد السعودي لكرة القدم التحرك سريعا". وتابع "كما أنه يفترض من الاتحاد الآسيوي أن ينقل بنفسه جميع المباريات سواء مباريات الذهاب أو الإياب لأرض محايدة، يتفق عليها الطرفان في ظل الأوضاع الحالية"، مستشهدا بمباريات المنتخبين الروسي والأوكراني التي تقام على أرض محايدة نتيجة المشاكل السياسية بين البلدين. وأضاف "قبل سنوات كانت الأجواء أقل سخونة والعداء لم يكن بشكل سافر، ورغم ذلك كانت بعثاتنا تعاني فما بالك الآن، هل من المعقول أن نضحي بأمن أبنائنا من أجل كرة قدم، أم نجلس على أعصابنا طوال الفترة التي يقضونها في إيران؟". ولاقت هذه الدعوة موافقة الأندية المشاركة في البطولة الآسيوية، وأعلن نائب رئيس النادي الأهلي، عبد الله بترجي، على سبيل المثال أن إدارة ناديه "ستتقدم بطلب للاتحاد السعودي لكرة القدم لمخاطبة الاتحاد الآسيوي بنقل أي مباراة لفريق الأهلي مع أي فريق إيراني لأرض محايدة". وكشف نائب رئيس الاتحاد السعودي ورئيس رابطة الدوري محمد النويصر عن توجّه سعودي للطلب من الاتحاد الآسيوي بإعادة قرعة دوري أبطال آسيا في النسخة، التي ستنطلق نهاية الشهر المقبل، بسبب وجود أندية إيرانية في المجموعات، التي تنافس فيها أندية سعودية. وقال النويصر في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية صدر الاثنين: "بعد قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران هذا يعني أن الوضع سيئ جدا ومستحيل أن تلعب الأندية السعودية في إيران، مهما كانت الظروف، باعتبار أن السفارات الدبلوماسية التي تحظى بمعاهدات ومواثيق لم تحترمها هذه الدولة، فكيف ببعثات رياضية لن تجد الحماية في ملاعب يحضرها آلاف من المشجعين !؟". وشدد على أن "الاتحاد السعودي لكرة القدم سيرسل فكرته بإعادة قرعة دوري أبطال آسيا خلال اليومين المقبلين، وفي حال رفض المقترح سنعمل على اللعب في بلدان محايدة ذهابًا وإيابًا مع الأندية الإيرانية، وهذا في ظني أسوأ القرارات التي سنُجبر عليها". وقد عقد يوم الأحد في الرياض اجتماع للجنة المسابقات في الاتحاد السعودي، وتردد أنه قدم فيه اقتراح إلى أحمد الخميس، أمين عام الاتحاد السعودي وعضو لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي "بإقامة مباريات الأندية السعودية والإيرانية في بلد محايد ذهابا وإيابا وعدم اللعب في إيران أو السعودية بسبب الظروف الراهنة، التي يعيشها البلدان، ومعاناة الأندية السعودية خلال وجودها في طهران وعدد من المدن الإيرانية بسبب سوء المعاملة وإهمالهم لواجبات الضيوف، حيث الإزعاج في مقر الإقامة والتنقلات، فضلاً عن تحويلهم للملاعب إلى غير هدفها الرئيسي". وأكد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد بدوره في حديث تلفزيوني: "نتفهم في الاتحاد السعودي هذه الدوافع والمخاوف، بخوض مثل هذه المواجهات في الأراضي الإيرانية خلال الفترة المقبلة، سنقوم بدراسة ذلك تماما، وضع بهذا الشكل لا يمكن أن نقبله". وقال المعيبد "كنت على اتصال مع أحمد عيد، رئيس اتحاد الكرة، وأخبرني بأنه سيقوم بإجراء اتصال مع الأمير عبد الله بن مساعد (رئيس الرعاية العامة للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الاولمبية السعودية)، حيال ذلك الأمر، وفي النهاية أي توجه للدولة تجاه هذا الجانب سننفذه بكل حذافيره". يشار إلى أن قرعة دوري أبطال آسيا سحبت في 10 دجنبر الماضي، وقد وضعت النصر مع ذوب آهن أصفهان والهلال مع تركتور سازي تبريز والأهلي مع نفط طهران، في حالة تجاوز الأخير للجيش القطري في مباراة الملحق، فيما سيلعب الاتحاد في حالة تجاوزه الوحدات الأردني مع فولاذ سباهان أصفهان. وتتكرر المضايقات في مباريات أندية السعودية وإيران في دوري أبطال آسيا، وشهدت النسخة الماضية مثلا منع فندق سعودي لاعبين إيرانيين من استعمال مرافقه الرياضية عشية مباراة لكرة القدم بين فريقي الهلال وبيروزي، حسب ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية في حينها، ما اضطرهم إلى إجراء تدريبات الإحماء في إروقة الفندق، وتحدثت عن تأخير في الحصول على تأشيرات الدخول. كما ان الاتحاد السعودي لكرة القدم اشتكى قبل ذلك من تصرفات غير رياضية ومضايقات تتعرض لها الأندية السعودية عندما تزور الفرق الإيرانية، وجاء في بيان له أنه "احتج على التحكيم والمضايقات، ووصف التجاوزات بأنها غير مقبولة، وطالب نظيره الآسيوي بوقفها وضمان عدم تكرارها بشكل نهائي".