أهم ما ميز الرياضة الجزائرية سنة 2015 هي قضية المنشطات التي تفشت في مختلف الرياضات, وأخذت أبعادا خطيرة. فعلى الرغم من بعض النتائج الجيدة التي حققها الرياضيون الجزائريون خلال هذا العام, إلا أن "آفة" تعاطي المنشطات عكرت الجو الرياضي الجزائري. وكانت أول حالة يتم اكتشافها في فبراير المنصرم مع المصارع عبد الكريم وكالي، الذي تم ضبطه "ايجابيا" بعد خضوعه للكشوفات من قبل لجنة الاستئناف التابعة للجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، خلال البطولة الوطنية للمصارعة. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، حيث وبعدها بشهر تم اكتشاف حالة أخرى وذلك في رياضة الدراجات ويتعلق الأمر بهشام شعبان، وهي القضية التي تأسف عليها مسؤولو الرياضة في الجزائر، سيما وأنه كان يحمل آمال هذه الرياضة وهو الفائز بدورة الجزائر الكبرى- 2015. وتم كشفه بعد خضوعه مرتين للمراقبة في كل من قسنطينة وعنابة يومي 24 و 28 مارس لحساب دورة الجزائر الكبرى، ليتم نزع اللقب منه. "تلطيخ" كرة القدم الجزائرية بالمواد المحظورة لم يتوقف "تسونامي" المنشطات عند هذه الرياضات، بل تعدى ذلك الى الرياضة الأكثر شعبية، إلا وهي كرة القدم. ولعل أبرز وأكثر القضايا التي عصفت بالساحرة المستديرة الجزائرية، قضية لاعب اتحاد الجزائر يوسف بلايلي، الذي توقفت مسيرته وهو في أوج عطائه، إثر كشفه تناول مواد محظورة. ووقع الخبر كالصاعقة على عشاق النادي العاصمي، خاصة وأن الامر لم يتوقعه أحد, ليقر بعدها اللاعب بتناوله للمنشطات، كما تخلى عن حقه في القيام بتحاليل عن العينة "ب". وبعدها بأيام فقط، اهتز الوسط الكروي الجزائري على وقع حادثة مماثلة كان "بطلها" وسط ميدان أمل الأربعاء، رفيق بوسعيد. وتم كشف اللاعب ذو 27 ربيعا عقب انتهاء مواجهة فريقه أمام سريع غليزان ضمن البطولة الوطنية، غير أنه برر ذلك بتناوله دواء وصفه له الطبيب بسبب التهاب اللوزتين. كما مست الظاهرة أيضا بطولة الرابطة الثانية، ويتعلق الأمر بنادي شبيبة سكيكدة و لاعبها نوفل غسيري، الذي تم كشفه هو الآخر إيجابيا بعد مقابلة ناديه أمام جمعية الخروب التي لعبت بتاريخ 23 أكتوبر الفارط. وسلطت رابطة كرة القدم المحترفة عقوبة الإيقاف لأربع سنوات على كل من بلايلي وبوسعيد وغسيري، حسب قوانين الاتحادية الدولية (الفيفا). في انتظار ما ستسفر عنه قضية اللاعبين نبيل حافظ، حسين مراكشي (اتحاد الكرمة)، عثمان بسعد ومحمد طاهير حديبي (ترجي قالمة) الذين تم الإستماع إليهم يوم 28 دجنبر بسبب الشكوك، التي تحوم حول تعاطيهم للمنشطات خلال لقاء الدور ال 32 من كأس الجزائر بين الفريقين. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أرسل مذكرة إعلامية نشرها على موقعه الرسمي، يهدف من خلالها إلى تحسيس الأطباء والمدربين و الرياضيين الشباب و أقاربهم بخطورة و عواقب تعاطي المنشطات. ويتعلق الأمر بقائمة تتضمن 11 رسالة بسيطة تم اختيارها من طرف خبراء تسيير مكافحة المنشطات بالتنسيق مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات, حيث قدم الفيفا نصائح قاعدية لكن هامة, على غرار التأكد من قائمة المواد الممنوعة, و تفادي المخدرات المروحة للنفس وتوخي الحذر بخصوص المكملات الغذائية، وطلب الاذن لتناول أدوية تحوي مكونات ممنوعة بغرض العلاج. وسيكون عام 2016 تحت شعار مكافحة تناول المنشطات بالجزائر وكذا على مستوى أعلى السلطات الرياضية العالمية.