فقدت السينما العربية عام 2015 أكبر رموزها فى العالم عمر الشريف، وأكبر رموزها فى مصر فاتن حمامة، والمخرج الكبير رأفت الميهى، والممثل الكبير نور الشريف، ومخرجتين مبدعتين تركتا أفلاماً قليلة ولكن بعضها دخل التاريخ بتأثيرها الكبير، وهما نبيهة لطفى وأسماء البكرى، والناقد والباحث المغربى الكبير مصطفى المسناوى الذى توفى فى مصر أثناء انعقاد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى. أتمنى أن تهدى جمعية نقاد السينما المصريين الدورة الثالثة من أسبوع النقاد الدولى فى العام القادم إلى اسم مصطفى المسناوى، وأن تصدر بالتعاون مع جمعية نقاد السينما المغاربة أعماله الكاملة عن السينما فى مجلد واحد، فالكاتب هو ما كتب، وتكريمه جمع وحفظ وإتاحة كتاباته، كما أن تكريم السينمائى جمع وحفظ وإتاحة أفلامه، أولاً وأخيراً. وبعيداً عن فواجع العام، يمكن اعتبار كتاب 2015 فى السينما »السينما العربية« الذى صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية فى بيروت فى 672 صفحة للناقد والأستاذ والمعلم إبراهيم العريس، وتضمن أبحاث ندوة السينما العربية التى أشرف عليها وعقدت فى تونس عام 2013، وعددها 33 بحثاً لباحثين من مختلف الدول العربية، وكانت الندوة قد عقدت بالتعاون بين المركز والمعهد السويدى بالإسكندرية. وشهد عام 2015 حدثين كبيرين فى مجال الثقافة السينمائية، وهما صدور العدد الأول من مجلة »السينما العربية« الفصلية فى بيروت »شتاء 2015«، والعدد الأول من مجلة »سينما توغراف« الأسبوعية فى دبى يوم 9 ديسمبر مع افتتاح مهرجان دبى السينمائى الدولى الثانى عشر، فقد غابت المجلات السينمائية العربية الورقية منذ ما يقرب من عقدين من الزمان، رغم أنها لم تغب فى مختلف اللغات الأخرى، والتخلف أن يحل الإلكترونى مكان الورقى، والتقدم أن يتجاورا، وأن تظل الذاكرة النباتية مع الذاكرة المعدنية على حد تعبير أومبرتو إيكو فى التفرقة بين المطبوعات الورقية المصنوعة من نبات الأشجار، والإلكترونية المصنوعة من رقائق المعدن فى الكمبيوتر. ولم يكن من الغريب أن تصدر المجلة الفصلية عن مركز دراسات الوحدة العربية الذى أصدر كتاب العام فى السينما، ولا أن يرأس تحريرها إبراهيم العريس، أما المجلة الأسبوعية التى تصدرها »سكربيا ميديا جروب« فى مدينة دبى للإعلام وتحت رعاية مدينة دبى للاستديوهات، فقد كانت حلماً قديماً للزميل أسامة عسل الذى يرأس تحريرها، وأخيراً تحقق بالتعاون مع ثلاثة زملاء هم انتصار دردير، رئيس التحرير التنفيذى، وأحمد شوقى، سكرتير عام التحرير ومدير التحرير الفنى محمد عطية، وكما فى كتاب »السينما العربية«، تجمع المجلة الفصلية والمجلة الأسبوعية بين النقاد والباحثين العرب فى السينما من مختلف الأجيال، وتؤكد أن الهلال الذى ولد منذ نصف قرن فى هذا المجال قد صار بدراً. عميد نقاد السينما بمصر، والرئيس السابق لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي