أصدر الكاتب الفلسطيني المقيم في لندن الروائي، ربعي المدهون ، عملا أدبيا من خلال رواية بعنوان «مصائر..كونسرتو الهولوكوست والنكبة) وهي عبارة عن عمل مركب من الواقعي والمتخيل الافتراضي سعى فيه الكاتب إلى توثيق أدبي لكثير من مآسي الفلسطينيين وآلامهم وتشردهم ومصائرهم. وتحت عنوان ثانوي (قبل القراءة) وهي مقدمة وضعها الكاتب للرواية قال إنها الثانية «من بعد (السيدة من تل أبيب) التي قدمت فيها مشهدا بانوراميا لقطاع «غزة» في مرحلة زمنية معينة... قمت بتوليف النص في قالب ال»كونسرتو» الموسيقي المكون من أربع حركات تشغل كل منها حكاية تنهض على بطلين اثنين يتحركان في فضائهما الخاص قبل أن يتحولا إلى شخصيتين ثانويتين في الحركة التالية حين يظهر بطلان رئيسان آخران لحكاية أخرى... وحين نصل إلى الرابعة تبدأ الحكايات الأربع في التكامل». وجدير بالذكر أن هذه «التوليفة» كما وصفها ربعي المدهون، أي الربط بطريقة ما بين تحرك العمل القصصي وحركات عمل موسيقي قد يكون أول من أطلقها في العربية الروائي والقاص اللبناني السوري الأصل الراحل إلياس مقدسي إلياس الذي كان قد دعا إلى ما أسماه القصة السيمفونية التي تقوم على حركات تتكامل في النهاية. جاءت الرواية في 267 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) في العاصمة اللبنانية «بيروت» والأردنية «عمان» وعن (مكتبة كل شيء) في «حيفا». وربعي المدهون ولد في «المجدل»(عسقلان) سنة 1945 وهاجرت عائلته إلى قطاع «غزة» عام 1948 وإستقرت في مخيم «خان يونس» للاجئين. درس التاريخ في جامعة الإسكندرية ولم يحصل على الشهادة الجامعية لأنه أبعد عن البلاد عام 1970 لأسباب سياسية. وهو يعمل حاليا في جريدة الشرق الأوسط التي تصدر في «لندن» حيث يقيم ويحمل الجنسية البريطانية. ومن أعماله (الإنتفاضة الفلسطينية الهيكل التنظيمي وأساليب العمل) و(طعم الفراق .. ثلاثة أجيال فلسطينية في ذاكرة) و(السيدة من تل أبيب). وكثير مما في الرواية يوحي بكتابة صحفية تنقل تفاصيل الأمور بدقة وتعيد تواريخها إلى الذهن. وقال الناقد الفلسطيني الدكتور فيصل دراج عن عمل ربعي المدهون «إن الرواية قرأت زمنا آخر لا يعد إلا بما فيه من حيث المحتل اليهودي مستقر في (أرض الميعاد) والفلسطيني مشتت داخل أرضه وخارجها. وقال إن الرواية «تنتسب ضمنا إلى رواية (الكاتب الفلسطيني) الراحل غسان كنفاني (رجال في الشمس)».