لم تمض سوى أيام عن تجديد عقد امتياز استغلال محطة عين بني مطهر قرب وجدة، والتي تنتج 10 في المائة من الاستهلاك الوطني للكهرباء، حتى أعلنت شركة أبنجوا الإسبانية وجودها في وضعية ما قبل الإفلاس. وتتولى أبنجوا أيضا صفقة إنشاء المحطة الضخمة لتحلية مياه البحر قرب أكادير، الشيء الذي يرخي بظلاله على مصير المشروع. ومنحت محكمة إسبانية مهلة حتى مارس من العام المقبل لشركة أبيجوا لكي تجد حلا لمديونيتها الباهظة، المقدرة بنحو 25 مليار يورو، وإلا فستقرر إعلان إفلاسها. وتحتاج الشركة نحو 300 مليون يورو لتواصل نشاطها حتى ذلك الحين. وتوصلت الشركة بعد مفاوضات صعبة مع البنوك الدولية الدائنة إلى حل موقت حيث أعلنت سبعة بنوك عالمية استعدادها لمنح الشركة تسهيلات مالية بقيمة 113 مليون يورو لأداء أجور شهر دجنبر الحالي، إلى ذلك ترتعد فرائص 28 ألف عامل الذين تشغلهم الشركة في فروعها في 80 دولة عبر العالم، فيمت يحوم شكوك حول مصائر مشاريع ضخمة تتولى الشركة إنجازها حاليا في 20 دولة. وفي غضون ذلك قررت النيابة العامة بإسبانيا استدعاء مسؤولين كبيرين سابقين في الشركة للتحقيق معهم، وهما المدير العام السابق مانويل سانشيز أورتيكا وابن الرئيس المؤسس للشركة فيليبي بنجوميا، واللذان غادرا مسؤولياتهما بالشركة على التوالي في شهر مايو وشهر شتنبر، قبل إفصاح هذه الأخيرة عن وضعيتها المالية المهتزة نهاية نونبر الماضي. وقررت النيابة العامة فتح التحقيق مع المسؤولين عقب شكايات تتهمهما بخيانة الثقة، إضافة إلى اتهام أورتيغا ب() حيث اشتغل مباشرة بعد مغادرته الشركة لدى شركة مالية أمريكية والتي حققت مكاسب مالية ضخمة عبر مضاربتها على انهيار أسهم أبينجوا. وتولن أبنجوا، التي تعتبر من كبريات الشركات العالمية في مجال الطاقات المتجددة، عقد إنشاء وصيانة واستغلال محطة بني مطهر لإنتاج الكهرباء، والتي كانت تعتبر عند تدشينها في 2010 أول مشروع من نوعه في إفريقيا كونها تشتغل بنظام مركب يستغل الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية. وشكلت المحطة أول مشروع نموذجي لاستغلال الطاقة الشمسية الحرارية في المغرب ومقدمة للمخطط الشمسي المغربي. وجدد المكتب الوطني للكهرباء مع الشركة الإسبانية عقد استغلال وصيانة المحطة لخمس سنوات إضافية في 5 نونبر الماضي. أما مشروع تحلية مياه البحر في أكادير، والذي يوجد في طور الإنجاز، فيهدف عند إتمامه في 2017 إلى إنتاج نحو 100 ألف متر مكعب من الماء الصالح للشرب يوميا، والتي ستساهم في حل معضلة الماء المتصاعدة في هذه المنطقة التي تعاني من استنزاف قوي وتلوث فرشتها المائية وتدهور مواردها المائية بشكل مقلق. وتعتبر أبنجوا أيضا من أبرز الشركات العالمية التي قدمت عروضا في إطار المشاريع الكبرى للطاقة الشمسية في المغرب، خاصة مشروع نور ورزازات بالخلايا الشمسية. وبارتباط مع نشاط الشركة في المغرب وإفريقيا فإن ظلال أزمتها تمتد أيضا إلى القطاع البنكي الوطني، الذي تقدر مديونيته اتجاه الشركة الإسبانية بنحو 150 مليون يورو، حصلت على جزء مهم منها في إطار تمويل مشاريع في إفريقيا الغربية، خاصة من البنك المغربي للتجارة الخارجية والتجاري وفا والقرض الشعبي.