جرت أول أمس الأحد 20 دجنبر بالجارة الإسبانية جولة الانتخابات التشريعية، التي كرست فوز الحزب الشعبي المحافظ بالمركز الأول، بينما جاء الحزب الاشتراكي في المركز الثاني، فيما احتل"الظاهرتين السياسيتين بإسبانيا" حزب بوديموس المركز الثالث والرابع عاد إلى سيودادانوس. وبحسب النتائج الشبه النهائية، فقد شارك في هذا الاستحقاق الانتخابي أكثر من 73% من الناخبين المسجلين، حيث حصل الحزب الشعبي على 123 مقعدا ب 28،71%، يليه الحزب الاشتراكي ب 90 مقعدا و22%، ثم حزب بوديموس ب 69 مقعدا ب 20،61%، وفي المركز الرابع حزب سيوددانوس ب 40 مقعدا وهو ما يعادل قرابة 14%، بينما حصل اليسار الجمهوري الكتلاني على 9 مقاعد، وثمانية مقاعد لحزب الديمقراطية والحرية الذي يمثل اليمين المحافظ الكلاسيكي في كتالونيا، فيما حصل الحزب القومي الباسكي على ستة مقاعد، ومقعدين لكل من حزب بيلدو واليسار الموحد. وجاءت النتائج مغايرة لكل التوقعات، الشيء الذي يجعل احتمال وصول اليسار إلى الحكم أمرا محتملا، ومن شأن هاته النتائج أن تضع نهاية لحكم اليمين التقليدي بإسبانيا، كما أن نتائج هاته الانتخابات تحمل في طياتها نهاية القطبية الحزبية التي طبعت المسار السياسي بشبه الجزيرة الإيبيرية منذ نهاية حكم فرانكو، على الرغم من فوز الحزب الشعبي بالمركز الأول والحزب الاشتراكي بالمركز الثاني، إذ لا أحد من الحزبين التقليديين يمكنه تشكيل حكومة لوحده. فنتائج الانتخابات أكدت كذلك أن الحزب الشعبي فقد 65 مقعدا، كما فقد الحزب العمالي الاشتراكي 18 مقعدا ، وساهم في هاته التراجعات بروز قوة ثالثة بالمجتمع السياسي الإسباني، المتمثل في ظهور حزبين جديدين يدخلان لأول مرة البرلمان، وهما حزب بوديموس اليساري الذي حصل على 69 مقعدا بنسبة 20% وحزب اسيودادنوس الذي حصل على 40 مقعدا بنسبة 14%تقريبا ،وباستقراء بسيط لنتائج الانتخابات فإن الحزبين اليمينيين بإسبانيا " الحزب الشعبي واسيودادنوس " لا يتوفران على الأغلبية المطلقة في البرلمان " 176 صوتا "، إذ لا يتجاوز عدد مقاعدهما 162،بينما لا يتجاوز الحزبان اليساريان الاشتراكي وبوديموس 160 مقعدا. وبالتالي فكل تكتل يحتاج إلى كسب ود أصوات الأحزاب الصغرى التي مثلت بالبرلمان الإسباني . غير أن الاستقراءات الأولية للتشكيلات السياسية الممثلة بالبرلمان، تتيح لليسار الإسباني التقليدي إمكانية الاستفادة من أصوات يسارية أخرى مثل الحزب الجمهوري الكتالاني واليسار الموحد وبيلدو التي تشكل 15 صوتا وكذلك أصوات اليمين الكتالاني "الديمقراطية والحرية" والذي من الصعب أن يصوت على الحزب الشعبي، الذي لا يتوافق مع أطروحات الحزب الشعبي في إقليم كاتالونيا. وفي حالة فشل الحزب الشعبي في تشكيل الحكومة وتشكيل ائتلاف يميني بإسبانيا، فإن التجربة البرتغالية يمكنها أن تتكرر بإسبانيا، حيث سيدخل رئيس الحكومة الحالي ماريانو راخوي التاريخ من بابه الخلفي، إذ سيكون أول زعيم إسباني يفوز بالانتخابات ولكنه لن يصبح رئيسا للحكومة، وفي المقابل، سيكون زعيم الاشتراكيين بيدرو سانتيش أول زعيم يحتل المركز الثاني ولكنه يصل إلى رئاسة الحكومة.