تحركت الآلة الدعائية "الإخوانية" ضد الفنانين والمثقفين والكتاب المغاربة الذين قاموا بزيارة لمصر، في إطار التبادل الثقافي والفني والسياحي، الذي ينظم عادة بين مختلف البلدان، وتم إضفاء صبغة سياسية على الزيارة، التي وصفت بأنها دعم للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. وقد أطلقت حملة بالهاشتاغ تحت عنوان "لمي عيالك يا مغرب"، حيث تظافرت جهود "الإخوان" المصريين والمغاربة في التهجم على هذا الوفد المغربي، الذي أعلن أن من بين أهداف زيارته للقاهرة دعم السياحة، بالإضافة إلى كل ما يرافق هذه الزيارة من لقاءات. تنظيم الزيارة كان بمبادرة من السفارة المصرية، التي نسقت مع السفارة المغربية، وقد تم استقبال الوفد من طرف السفير المغربي بمصر، سعد العلمي. وليست هذه المرة هي الأولى التي تنظم فيها مثل هذه الزيارات، سواء لمصر أو لبلدان أخرى، كما يستقبل المغرب وفودا من مختلف البلدان، ولم يتم شن حملة مماثلة على أي زيارة لأي وفد مغربي، حتى ذلك الذي يزور الجزائر، التي تعادي دولتها المغرب، أو بلدان تعيش في ظل أنظمة استبدادية مثل قطر والسعودية، وغيرها من الدول التي لا تسودها أنظمة ديمقراطية. فما هي ملابسات الحملة "الإخوانية" ضد هذه الزيارة؟ على مستوى الشكل، تم وصف وفد مغربي يضم فنانين وكتابا ومثقفين محترمين، مغاربة، "بالعيال"، وهذا نعت قدحي كان يستوجب الاستنكار، خاصة من طرف فرع "الإخوان المسلمون" في المغرب، الذي على العكس من ذلك، ساهم في هذه الحملة بكل الوسائل الإعلامية والتواصلية التي يتوفر عليها. أما على مستوى المضمون، فإن الوفد المغربي، لم يعلن عن أي موقف سياسي، سواء بمساندة نظام السيسي أو مناهضته، لأنه ليس وفدا سياسيا، وأهداف الزيارة تظل ثقافية وسياحية بامتياز. الهدف من الحملة "الإخوانية" هو اختلاق المشاكل في العلاقات المغربية -المصرية، في إطار الهجوم على النظام في مصر، الذي لا يحتاج إلى دعم من وفد فني وثقافي مغربي ليعيش، لأن من يحدد مصير هذا النظام هو الشعب المصري. الرسالة الحقيقية، التي ينبغي التقاطها من هذه الزيارة، هي أننا في حاجة إلى تبادل أعمق وأوسع مع مصر، على المستوى الفني والثقافي والإعلامي، لأن من شأن هذا التعاون أن يتيح، للطرفين، وخاصة للمغرب، الاستفادة من الطاقات الخلاقة والمبدعة، التي يزخر بها البلدان، سواء في مشاريع الإنتاج المشترك، أو تعميق التدريب والتكوين، أو غيرها من البرامج التي ستعود بالخيرعلى الثقافة والفن في المغرب ومصر.