طنجة في لقاء تواصلي جمعه مع قطاع التعليم حول «الأمن المدرسي»، يوم الأربعاء الأخير، إن عاصمة البوغاز ليست المدينة الفاضلة بسبب خصوصياتها وتركيبتها الاجتماعية المعقدة والصعبة، وأيضا بحكم موقعها الجغرافي الحدودي. والي الأمن، وفي نفس اللقاء، قدم ملخصا حول الدور الذي يقوم به الأمن في ملف الفضاء التربوي أو الأمن المدرسي بعمالة طنجة-أصيلة، مشيرا إلى أنه يصعب توقيف كل من يوجد بمحيط المؤسسات التعليمية والتحقيق معه، إذ لا يمكن المبالغة في حماية الفضاءات، لكنه –بالمقابل- هناك دوريات وأيضا تدخلات مباشرة في حالة التبليغ عن وقوع حوادث. كما لم يفت مولود أخويا الفرصة من أجل الإشارة إلى الطريقة التي تعاملت بها بعض وسائل الإعلام والرأي العام مع جريمة المرأة المنقبة التي شرملت تلميذة بمحيط مؤسسة تعليمية، مؤكدا أنه تمت المبالغة وتضخيم الموضوع، ووصف الحادث بالمنعزل وأن التي إرتكبته تم اعتقالها في نفس اليوم وتعاني من اضطرابات نفسية وأنه لم يسبق لها أن قامت بعمل مشابه. اللقاء الذي شهده مقر ولاية الأمن وحضره جميع أطياف قطاع التعليم بطنجة من النائب الإقليمي إلى رؤساء جمعيات الآباء، عرف نقاشا أجمع من خلاله المتدخلون على ضرورة التركيز على المبادرات الوقائية والتحسيسية التي تصنف ضمن المخططات الاستباقية، مؤكدين على مضمون اللقاءات التي ينظمها الأمن مع التلاميذ داخل الأقسام والتي يجب أن تشمل جميع المواضيع ذات الصلة بواقعهم اليومي، منها السلامة الطرقية، العنف المدرسي وانتشار المخدرات وغيرها من المواضيع التي يمكن أن تخفف من الحوادث التي تشهدها المؤسسات التعليمية سواء داخلها أو خارجها. وأعطى ممثلو جمعيات آباء وأولياء الأمور أمثلة لمشاكل أمنية تعاني منها بعض المؤسسات التعليمية والتي توصف ضمن الحالات الشاذة، كبني مكادة التي لا تتوفر على مراكز أمنية كافية بمقارنة مع شساعة المنطقة وكثافتها السكانية. ونفس الأمر بالنسبة لمنطقة إجزناية التي تتموقع عند مدخل المدينة ولا تعرف أي تغطية أمنية رغم أنها منطقة حضارية، فإن المسؤولية غير واضحة ومحددة المعالم بين الشرطة والدرك الملكي، وهو ما يخلق فراغا أمنيا، يعاني منه التلاميذ أثناء الخروج، حيث يصطدمون بوجودهم وسط الطريق الرئيسية بدون حماية، خاصة أن القنطرة التي كانت تؤمن العملية تم هدمها في إطار مشروع طنجة الكبرى. من جهته، رحب والي الأمن بآراء ممثلي قطاع التعليم، واعدا إياهم بتكثيف حصص اللقاءات التحسيسية والتوعوية مع التلاميذ وقدم أرقاما عن هذه العملية، حيث قال إنها شملت 3122 تلميذا وتلميذة بالمنطقة الأولى، و16649 بالمنطقة الثانية و1164 بأصيلة، أي ما مجموعه 20935 مستفيد ومستفيدة. وأقر مولود أخويا أنه لا يمكن تغطية وتأمين جميع المؤسسات التعليمية؛ وذلك لقلة الموارد البشرية والإمكانيات المخصصة لذلك.