على خشبة قصر المؤتمرات بمراكش الذي يحتضن فقرات المهرجان الدولي للفيلم، حظيت النجمة الهندية مادهوري ديكسيت، ضمن برمجة اليوم الثاني بتكريم متميز، حيث تسلمت النجمة الذهبية للمهرجان .. وقبل ذلك تعرف جمهور القاعة الكبرى لقصر المؤتمرات على مجموعة من أفلامها التي بدأت منذ أوساط الثمانينات، منها : فيلم "رام لاخان" سنة 1989، و"ديل" سنة 1990، و"هام أبكي هي كون" سنة 1994، و"ديل تو باغال هي" سنة 1997، و"بوكار" سنة 2000، و"ديفداس" سنة 2002، و"أجا ناشلي" سنة 2013، إلى غاية آخر أفلامها "غولاب غانغ" سنة 2014، وبعدها تسلّمت درع التكريم. وفور انتهاء حفل التكريم، انتقلت مادهوري إلى ساحة جامع الفنا، حيث حظيت باستقبال كبير من طرف جمهر كبير قدر بالآلاف، والذي خلق المفاجأة وهو يردد كلمات بعض الأغاني التي اشتهرت بهم مادهوري في أعمالها السينمائية . ولم تخف مادهوري، وهي تلقي كلمتها خلال حفل التكريم، سعادتها بالتعرّف على المغرب، رغم بعده جغرافيا وثقافيا عن الهند، مؤكدة " أن السينما تساهم في الربط بين ثقافات متعددة حتى مع تمايزها، وأن الفن السابع كثيرًا ما يلعب أدوارًا طلائعية في التواصل بين الشعوب"، معبرة عن تفاجئها بأن تكون لبوليود كل هذا العشق في المغرب " قليلًا ما فكّر صناع السينما في الهند أن يستفيدوا من أجوائه لتصوير أفلامهم " . ولدت مادوري ديكسيت، في بومباي، ودرست علم الأحياء الدقيقة في جامعة بومباي كما كانت تمارس، في ذات الوقت، الرقص التقليدي "كاثاك" لأكثر من سبع سنوات. بدأت حياتها المهنية سنة 1984 مع فيلم أبود. كانت عارضة أزياء، ولم تتصور يوما أنها ستنخرط بجدية في مهنة التشخيص. لكن، بعد سنوات قليلة، قربها فيلم "تيزاب" من الجمهور، وواصلت التألق مع باريندا، ورام اخان، ثم ديل. حصلت بهذا الأخير على أول جائزة " فيلمفار" لأحسن ممثلة ( تعادل في الهند جوائز الأوسكار في هوليوود) . وكانت شهرتها قد ترسخت عندما ظهر فيلم "بيتا" (1992)، الذي حصل على 4 جوائز " فيلمفار" ويحتوي على أحد مشاهد الرقص الذي يأتي بانتظام، منذ ذلك الحين، في ترتيب المشاهد العشرة الأكثر إيحاء في السينما الهندية . كما أن نجاح أحد أفلامها اللاحقة "هوم أباك هين كون" ، منحها إضافة إلى صفة الممثلة الهندية الأعلى أجرا، جائزة "فيلمفار" لأفضل ممثلة. كما مثلت في أفلام شعبية كبيرة ، جعلت منها كفاءاتها كممثلة وراقصة نجمة كبيرة منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، حتى أن البعض يرى فيها استنساخا لروح الممثلة الهندية لسنوات 1950- 1960 مادوبالا.. في سنة 2002، تم الإجماع على الاعتراف بموهبتها وإتقانها الكبير لفن الرقص نظرا لتشخيصها البارع لشخصية شاندراموخي في فيلم "ديفداس" الذي عرف نجاحا شعبيا باهرا على المستويين الوطني والدولي. وعلاوة على الجوائز الست التي حصلت عليها كأفضل ممثلة في مهرجانات فيلفار، تلقت سنة 2008 من يد رئيس الهند، "بادما شري : في الميدان الفني" الذي يعتبر رابع أعلى تكريم يمنح للمدنيين من طرف حكومة الاتحاد. في سنة 2014، أشاد النقاد والجمهور بتشخيصها لأرملة ماكرة تبحث عن زوج جديد، وذلك في فيلمها الجديد "ديد إيشكييا"، مما يؤكد مرة أخرى مدى الشعبية الهائلة التي تحظى بها نجمة السينما الهندية.