بعد الخطابات السياسية التي ميزت الأيام الأولى للكوب21 ،جاء وقت الانتقال الى مناقشة الأمور الجدية، أي دور المفاوضين،الذين مازال أمامهم 7 أيام من أجل الوصول إلى اتفاق. فعلى طاولة هذا المؤتمر الدولي للمناخ ، يوجد حوالي 183 مقترحا لمختلف بلدان العالم ، جمعت في تقرير من 30 صفحة، وعلى المفاوضين الذين يمثلون ازيد من 195 بلدا التدقيق في كل التفاصيل والصيغ لتوصل الى قرار عادل وملزم للجميع ، ووضع ميكانزمات للتتبع . التجاذب في المفاوضات حاصل بين اتجاهات متنافرة المصالح. فهناك البلدان الافريقية التي تعاني من الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ دون أن تكون لها مسؤولية عن ذلك. وتطالب في مقابل ذلك أن تؤخذ مشاكلها بعين الاعتبار وان يتم إيلاء العناية والاهتمام لقضايا التنمية الاقتصادية والبشرية بها، وتنتظر بلورة مشاريع ملموسة تترجم وعود الدول الغنية على الساحة. الدول الغنية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالامريكيةوالصين الشعبية البلدان الأكثر تسببا في الاحتباس الحراري والأقل التزاما بالنداءات الدولية المطالبة بالتحرك... لا تمتنعان من حيث المبدأ عن السير في اتجاه قرارات دولية تسهم في التخفيض من انبعاث الغازات المضرة بالمناخ والبيئة وتغيير سياستها بل وتمويل الخطط الدولية في هذا المجال إلا أنها تتحفظ بشأن إلزامية أي قرارات أممية تتخذ في هذا الشأن. ولكل منها أسبابها الذاتية والموضوعية. والرهان هو مساعدة البلدان النامية سواء من خلال التمويل أو نقل التكنولوجيا، وهي الآلية الأساسية اليوم من أجل إنجاح هذا المشروع الذي يتطلب 100 مليار دولار سنويا حتى سنة2020 ، غير أنه حتى الآن مازال هذا الرقم بعيدا عن التحقق. لكن هذا الرقم يبدو أنه مازال بعيد المنال، فخلال اجتماع بلدان 77 زائد الصين والذي يضم 134 دولة مساء يوم الأربعاء الماضي،في تصريح إلى رولان فابيوس رئيس هذه الدورة ووزير الخارجية. وقد أكدت هذه البلدان على مسؤولية البلدان الغنية في قضية التلوث والاحتباس الحراري.وطالبت بتوضيح حول التمويل الذي التزمت به البلدان الغنية في أفق 2020 تاريخ دخول الاتفاق حيز التنفيذ. كما طالبت هذه البلدان برفع الميزانية المقترحة من 100 مليار سنويا التي قدمت كوعد من طرف البلدان الغنية،خاصة أن هذا التمويل مرتبط بانعكاسات الاحتباس الحراري تقول هذه البلدان في بيان لصحافة. وعبرت هذه المجموعة الدولية عن قلقها من اقحام الشروط الاقتصادية في الجانب المالي الذي تم التفاوض بشأنه في باريس في اليوم الثالث من المؤتمر الدولي للمناخ. وحتى اليوم، فإن المفاوضات بطيئة، والمفاوضون ملزمون بإعداد وثيقة يوم السبت المقبل ، قبل ان تبدأ اجتماعات وزراء الدول 195 يوم الاثنين المقبل،والذين سوف يستمرون في دراسة الوثيقة من أجل الوصول إلى اتفاق. أروقة قصر المعارض «البورجي» تعج بالحركة وقاعاته المتعددة تحتضن نقاشات جادة وعميقة حول مختلف قضايا البيئة وانشغالات الدول بإيجاد الحلول المناسبة لها وتبادل التجارب والخبرات فيما بينها.وإفريقيا في كل ذلك متطلعة إلى ما ستسفر عنه قمة باريس وأعينها مشدودة نحو مراكش التي ستحتضن القمة المقبلة التي بدأت من الآن تستحق القمة الافريقية للمناخ حسب تعبير الافارقة انفسهم. ومن الضرورة تحمل البلدان المسؤولة عن الاحتباس الحراري أي البلدان الصناعية الكبرى مسؤوليتها من خلال القبول بالاتفاقات الملزمة قانونيا. وهو ما أكده موقف المغرب في هذه القمة الذي دعا بشكل صريح وقوي الى حلول منصفة وعاجلة لأزمة المناخ، تكون أقل ضررا بالدول الهشة. فبلدان الجنوب، وفي مقدمتها البلدان الإفريقية، لا يجب أن تدفع ثمن الإجراءات المتخذة لمواجهة الاحتباس الحراري، والذي أصبح يهدد، بشكل جدي، كوكب الأرض وصحة الإنسان على حد سواء. وتمت صباح يوم الاثنين الماضي قمة افريقية مصغرة بين فرنسا وإفريقيا حضرها وزير الخارجية من أجل تدارس إمكانيات العمل المشترك خاصة مشروع الكهربة وفرنسا وعدت بدعم من مليارين حتى أفق 2020 وتعتبر الولاياتالمتحدة الأولى من خلال بعث الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري.وقد دعا المسؤول الفرنسي البارحة في خطابه إلى التفاؤل، وليس من المؤكد أن بلده سوف يقبل باتفاق ملزم قانونيا ويمكن من الحفاظ على عدم ارتفاع حرارة الأرض دون مستوى درجتين مئويتين.