بعد الهجمات الإرهابية المروعة التي شهدتها باريس في 13 نونبر 2015 ، تعرف العديد من دول أوربا حالة من المد العنصري والكراهية وأحيانا اعتداءات على الجاليات المسلمة بأوروبا ، وتقوّى الشعور لدى الأوربيين بما يسمى بهاجس " فوبيا الإسلام" عبر الدعاية الماكرة والعدائية التي تنهجها بعض وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي لتقديم الديانة الإسلامية بطريقة سوداوية لا تحمل في باطنها سوى الدمار والترويع والإرهاب . إن حالة الخوف و اللاأمن التي تعرفها أوربا حاليا نتيجة تجذر وتغلغل الخلايا الإرهابية بالعديد من الدول الأوربية ، دفعتها إلى طلب المساعدة الاستخباراتية من الدولة المغربية كعملية استباقية لتفكيك هذه الخلايا الإرهابية والتنسيق معها لكشف مسارات التطرف وشبكاته النائمة، مؤكدة بذلك أن الإرهاب لا وطن ولا دين ولا عرق ولا لون له . وأمام هذه الحملة العدائية الموجهة ضد الجالية المسلمة وفي سياق الأخبار المتوالية بخصوص ما يتعرض له المسلمون بأوروبا نطرح السؤال المُلحَّ عن وضعية الجالية المغربية في أوربا في ظل هذه الحملة العدائية للمسلمين ، هل هناك تنسيق وخطة لحماية الجالية المغربية بين وزارة الخارجية المغربية وسفاراتها وقنصلياتها بأوروبا ؟ وهل ستقوم الدول الأوربية بتوفير الحماية للجالية المغربية ضد الحملة العنصرية التي تستهدف الجاليات المسلمة بصفة عامة ؟ إن هذه الوضعية تدعو وزارة الخارجية المغربية وسفاراتها وملحقيها الثقافيين وفعالياتها الجمعوية المدنية والحقوقية والدينية، لتنسيق الجهود، وتقديم الصورة المثالية عن جاليتنا المغربية والإسلامية المتشبعة بثقافة التسامح والتعايش والسلام، التي ننشدها كونيا، وندافع عنها بآلياتنا الديمقراطية التي تنتصر للإنسانية جمعاء، في أفق حماية جالياتنا من كل اضطهاد أو تحقير أو مس بكرامتها . فهل تتحرك وزارة الخارجية لاستنفار كل وسائط الاتصال والإعلام ومتابعة أوضاع المغاربة عامة والعمل على تحصين استقرارهم وأمنهم ؟؟؟