في تطور لافت لموضوع وفاة الصيدلانية نزهة أعماروش في مصحة خاصة بمدينة خنيفرة، في السابع من نونبر 2015، بعد عملية جراحية أجريت لها بشأن حالة عادية جدا، وسادت حينها سلسلة من التساؤلات وسط الشارع المحلي بالنظر لشهرة الصيدلانية المعنية بالأمر والتي شوهدت قبل وفاتها في وضعية صحية لا تدعو للقلق إلى حين أخذ الجميع في تداول ما يشير إلى وجود شيء غير طبيعي خلف حقيقة وفاتها، وبدأت أصابع الاتهام تشير للمشرفين على المصحة الخاصة، وبعدم اتخاذ ما يلزم من الإجراءات الطبية الضرورية والوقائية اللازمة، وذلك قبل دخول المندوبية الإقليمية للصحة بخنيفرة على الخط، حيث علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر مؤكدة ، أن المندوب الإقليمي قام بمراسلة مدير المصحة المذكورة لأجل اطلاعه على قائمة ووضعية الموارد البشرية العاملة بهذه المصحة، بناء على تأكده من عدم توفرها على أي طبيب مختص بالتخدير (البنج)، وليس من حقها إجراء العمليات الجراحية في هذه الظروف، ما رأت فيه المندوبية انتهاكا سافرا للشروط الواجب التقيد بها ضمن القانون المنظم للمهنة الذي يمنع منعا كليا فتح أية عيادة جراحية من دون وجود طبيب مختص في التخدير، وهو ما حمل المندوبية إلى مراسلة جميع المصحات المتواجدة على تراب الإقليم. وصلة بذات السياق، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن مندوبية الصحة بخنيفرة تلوح باتخاذ ما يلزم من الإجراءات التأديبية، بما فيها قرار إصدار قرار بالإغلاق الفوري للمصحة المذكورة، وغيرها من مصحات الإقليم، في حال لم تستجب إلى الشروط والمعايير المنصوص عليها في القوانين الجاري بها العمل، ومنها أساسا القانون 131-13، المتعلق بمزاولة مهنة الطب، والقاضي بإلزامية توفير ضمانات أكبر لسلامة وصحة المرضى داخل المصحات الخصوصية، مع ضرورة نشر وإشهار أسماء الأطباء بهذه المصحات، والتنصيص على المعايير التقنية والبشرية المطلوبة، وعدم القيام بتشغيل أطباء من القطاع العام بدون ترخيص. كما لم يفت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» الكشف عن انتظار مندوبية الصحة للرد على مراسلتها الموجهة إلى المصحات المعنية، مع عدم استبعاد أن تكون وزارة الحسين الوردي قد تم إشعارها بالأمر، وبالخطوات التي سيتم نهجها ضد المصحات التي لا تحترم سلامة وصحة المرضى الذين يترددون عليها، وذلك بغاية الحرص على التطبيق الصارم للقانون، علما بأن عددا من الأوساط بالمدينة قد نادت بالعمل على فتح تحقيق جدي ومسؤول في ظروف وفاة الصيدلانية نزهة أعماروش. وكانت الصيدلانية نزهة أعماروش، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، قد نقلت إلى مصحة خاصة بشارع الزرقطوني، لعلاج حالة بسيطة، فتم إخضاعها لعملية جراحية لم تكلل بالنجاح، فتمت إحالتها ليلا على المستشفى الإقليمي في حالة صحية متدهورة، لتفارق الحياة، وقد خلف نبأ وفاتها ألما عميقا وحزنا واسعا لدى مختلف الأوساط المحلية والشرائح الاجتماعية بخنيفرة، المدينة التي عاشت فيها الفقيدة 26 سنة بروحها الإنسانية وقلبها الكبير وابتسامتها المألوفة في وجه الجميع وزبنائها. ومعلوم أن نقابة الصيادلة أحيت ليلة تأبينية للفقيدة نزهة أعماروش، مساء الخميس 19 نونبر 2015، بحديقة مقر النقابة بأزلو، حضرها مسؤولون بقطاع الصحة وعدد من الصيادلة والأطباء والمنتخبين والفعاليات المحلية والدينية، ومن عائلة الفقيدة، ألقى فيها رئيس النقابة، رشيد بوعلي، كلمة استحضر فيها حزن الصيدليات والصيادلة، وعموم سكان المدينة، على فراق الفقيدة ، مؤكدا أنه برحيل نزهة أعماروش فقدت أسرة الصيادلة واحدة من الصيادلة المتميزين، مجددا تعازي ومواساة الصيادلة في وفاتها.