في إطار مواكبة المعهد العالي لعلوم الصحة الذي فتح أبوابه وتكويناته في وجه حاملي شهادة الباكالوريا مند سنتين ، كمؤسسة جديدة ونوعية على الصعيد الوطني ،وإسهاما من جامعة الحسن الأول في تفعيل الإستراتيجية الوطنية في مجال الصحة،نظمت هذه الأخيرة من خلال هذا المعهد الفتي ،الدورة الثالثة لتكوينات موضوعاتية تهم جوانب ومحاور حساسة في علوم التمريض والصحة، دأبت الجامعة والمعهد على تنظيمهما خلال كل سنة :الدورة الأولى،تمحورت حول علوم المستعجلات،أطرت من طرف خبراء وأخصائيين من بلجيكا ،وبالضبط من المدارس العليا نمور ليياج ولكسمبورغ، والتي طالما اعتبرت الشريك المتميز لجامعة الحسن الأول في مواكبة تطوير المعهد العالي لعلوم الصحة ،إلى جانب مجموعة أخرى من الشراكات الدولية التي ستسمح لطلبة المعهد باستكمال دراساتهم العليا بالخارج ،اثنان بالمدارس العليا المذكورة ببلجيكا وخمسة بجامعة غرناطة الإسبانية وأربعة بجامعة إندياناستيت الأمريكية . وقد استفاد من هذه الدورة، أكثر من ستين إطارا وطنيا يعملون بمنشآت صحية عمومية بالمغرب. أما الدورة الثانية،فنُظمت حول علوم التعامل مع الضحية، واستفاد منها أكثر من ثلاثين مشاركا من قطاعات مختلفة : الأمن ،القضاء ،الصحة،والمجتمع المدني ، على مدى ستة أشهر . وتزامنت الدورة الثالثة مع السنة الجامعية التي ستعرف تخرج أول فوج من هذه المؤسسة و تناولت ثلاثة محاور: (الأنكولوجيا – مرض السكري –علم المستعجلات والجهاز العصبي ). هذه الشراكة التي تجمع جامعة الحسن الأول بسطات، و المدارس العليا نمور، ليياج وليكسمبورغ بلجيكا التي تتوفر على اطر تمريضية وطبية معترف، بها تدخل في إطار تبادل الخبرات بين البلدين . وقد شهدت قاعة العروض المحدثة مؤخرا ببيت علوم الإنسان بجانب رئاسة الجامعة، أشغال الدورة التكوينية لهذه السنة، لفائدة الأطر الطبية والشبه طبية القادمة من مجموعة من المدن المغربية و طلبة المعهد العالي لعلوم الصحة بسطات ،على امتداد ثلاثة أيام (15-16-17 من الشهر الجاري ) وناقشت مواضيع ذات أهمية بالغة: (داء السكري، صحة المجتمع، التدخلات الاستعجالية للجهاز العصبي و السرطان). أطر هذه الندوة ثلة من الخبراء الدوليين (د.بليز، د.كاترين، د.بلودارت، د.فلورونس و د.فرونكو) جميعهم من بلجيكا، و قد افتتح أشغال هذه الندوة السيد عبد الرؤوف الهلالي مدير المعهد العالي لعلوم الصحة بسطات، بكلمة ترحيبية لكافة الضيوف الحاضرين معتبرا أن هذه المؤسسة المحدثة سنة 2013 تشكل مولودا غير مسبوق داخل مؤسسات التعليم العالي و تكوين الأطر، و هي مناسبة ذكّر من خلالها على أهمية البحث العلمي داخل فضاء الجامعة و فتح آفاق واعدة لكل الأطر الشبه طبية و خاصة منها المولدات و الممرضات و التقنيين الطبيين ،لتعميق مستواهم الدراسي على المنهاج الجامعي (الإجازة، الماستر و الدكتوراه « LMD »)كما نوه بالجهود المتواصلة للسيد رئيس الجامعة، أحمد نجم الدين، والدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه لكل المجهودات الهادفة لخدمة وتطوير البحث العلمي ، كما أنها كانت فرصة، عرض من خلالها مدير المعهد آخر اللمسات التي يعرفها المقر الجديد الذي سيهتم بالراغبين في الانضمام لهذه الشعبة، ملتمسا من المسؤولين المحليين التعجيل بتعبيد الطريق المؤدية إلى مقر هذه المؤسسة التي أصبحت جاهزة للعمل وتتوفر بها جميع الأجهزة العلمية المتطورة التي تضاهي الدول العالمية . انطلقت أشغال هذا اللقاء، بالموضوع المتعلق بداء السكري و صحة المجتمع، حاول المؤطرون من خلاله- بتزامن مع اليوم العالمي لداء السكري 14 نونبر- التعريف بعدد المصابين به سواء محليا أو دوليا ،هذا العدد الذي يعرف ارتفاعا متزايدا مما يستدعي تضافر الجهود والخبرات للحد من انتشار هذا المرض وأخطاره على صحة المريض وكذلك لفت الانتباه إلى تكلفته الباهظة التي تثقل كاهل الدولة و المواطنين، و هي فرصة فتحت النقاش العلمي و الطبي لتبادل الخبرات و آخر المستجدات والاتفاقيات المعمول بها دوليا. كما أطرت د.فلورونس جوت ورشة متعلقة بداء السرطان و الطرق المتبعة لعلاجه و كيفية التعامل معه، منبهرة بالمستوى المعرفي العلمي للمشاركين الذين يساهمون في نشر وتوعية المواطنين محليا في كيفية التعامل مع المرض . أما د.بليز و د.فرونكو،المختصان في كل من التدخلات الاستعجالية وأنظمة الجهاز العصبي المركبة ،والكيفية الناجعة والفعالة لمعالجتها، فقد كان موضوع تدخلاتهما مفيدا جدا استحسنه كل الحضور، حيث أجمعا و أكدا على أن التدخلات الناجعة و الفعالة هي التي تكون في الزمن المناسب و بالطريقة الذكية التي تستحضر الخبرة و المهارة الكافية للأطر الطبية و الشبه طبية العاملة بالمنظومة الصحية والمسؤولة عن تدبير الأخطار في حينها .