يعتبر انفتاح المعهد العالي لعلوم الصحة، التابع لجامعة الحسن الأول بسطات، المساهمة والإضافة العلمية المتميزة لإغناء شعب وتخصصات المجالات التي تنفتح عليها الجامعة في إطار دعم متطلبات سوق الشغل، ودور الجامعة في سد الخصاص الحاصل في بعض القطاعات الحيوية. وعليه ولأجل مواكبة الحاجيات المعرفية، العلمية و الثقافية (الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية...) هي فرصة حاول المعهد من خلال توقيع شراكات رائدة على المستوى الوطني آخرها تمت بين جامعة الحسن الأول بسطات التابعة لوزارة التعليم العالي وتكوين الأطر ووزارة الصحة، وهي شراكة ستفتح المجال لكلا الطرفين لتوسيع أفق التعاون والبحث العلمي، وشراكات دولية مع مجموعة من البلدان كبلجيكا، كندا، فرنسا... لأجل تبادل المهارات والخبرات والمستجدات العلمية نظريا وتطبيقيا. وقد فتح المعهد الفرصة لمجموعة من الأطر الطبية وشبه الطبية والطلبة المغاربة الوافدين من كل أنحاء المغرب منذ بداية أشغاله للمشاركة وحضور دروس تطبيقية ونظرية من تأطير الخبرات الأجنبية، وقد همت بالأساس التدخلات السريعة والاستعجالية في حالات الكوارث لا قدر الله، وكيفية التدخل الناجع والصحيح. وهذه السنة بصم المعهد على شراكة متميزة وحديثة تختص بعلم الضحية وهو تخصص حديث برز في فرنسا مع رائده "جيرار لوبيز" ، وهو علم يسعى إلى تفسير الظواهر والحيثيات الجاعلة من الضحية عنصر تعقد وسببا مرضيا يستحيل في مستقبل الزمان علاجه ولا سوسيولوجيا ولا بسيكولوجيا. ... وشمل هذا التخصص تنوع المستفيدين الذين سجلوا عبر البوابة الإليكترونية للمعهد العالي لعلوم الصحة بسطات. وقد اشترط فيهم تخصصات تنسجم مع اهتماماتهم المهنية مما فتح الفرصة لعدد متنوع من المستفيدين ( أطباء، صيادلة، ممرضون، تقنيون، محامون، رجال الأمن، أساتذة وفاعلون جمعويون...). خضعوا لبرنامج تكويني متكامل هم علم الإجرام، التواصل، القانون وعمل ميداني ناجح في العمل الجمعوي، فضلا عن رسم صورة عن علم الضحية. وقد أطر هذه التكاوين ثلة من الأساتذة المغاربة الجامعيين يشهد بكفاءتهم، وأطر فرنسية قدمت من المعهد الفرنسي لعلم الضحية الذي يعتبر هو الأول في العالم الذي يختص في هذا المجال. ومن خلال هذه التجربة العلمية، ظهر عند جميع المشاركين الذين استفادوا من هذه الدروس تعطشهم لمثل هذه التكاوين وهذه التخصصات لما لها من أهمية وفوائد علمية وغنى معرفي يجمع ما بين تخصصات عدة كعلم النفس، علم الاجتماع، علم البيولوجيا، الأنتروبولوجيا وعلم التربية والعلوم القانونية وهي مجالات علمية تساهم في فهم الظاهرة الإجرامية في علاقتها مع علم الضحية، وذلك في أفق إحداث تدابير استباقية، وقائية واحترازية من شأنها الحد من تزايد العنف بكافة أنواعه، والسبل الكفيلة بمواكبة الضحايا. هذا فضلا عن انخراط المعهد في أنشطة إشعاعية علمية ميدانية متميزة كان لها الفضل في إرساء قواعد الوعي المواطناتي والنبل الأخلاقي كقافلة التبرع بالدم داخل فضاء الجامعة، والتي عرفت إقبالا منقطع النظير ومشاركة طلبة المعهد وأطرهم مع جمعيات تهتم بالصحة والتحسيس من مخاطر بعض الأوبئة والأمراض القاتلة بالمدينة.