أكد الرئيس المستقيل للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جوزيف بلاتر، "عزمه على تلميع سمعته"، فيما أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة الفرنسي ميشال بلاتيني أنه سيلجأ إلى محكمة التحكيم الرياضي، بعدما رفضت لجنة الاستئناف في الفيفا يوم الأربعاء الطعون المقدمة من طرفهما، مؤكدة عقوبة الإيقاف المتخذة بحقهما من قبل الغرفة القضائية في لجنة الأخلاق المستقلة في المنظمة الدولية. وكانت لجنة الاستئناف في الاتحاد الدولي أعلنت رفضها الطعون المقدمة من بلاتر وبلاتيني. وذكر الاتحاد الدولي في بيانه يوم الخميس: "رفضت لجنة الاستئناف في الاتحاد الدولي برئاسة لاري موسندن بالكامل الطعون المقدمة من جوزيف بلاتر وميشال بلاتيني، مؤكدة بمجملها على القرارات بشأن التدابير المؤقتة المتخذة من قبل الغرفة القضائية في لجنة الأخلاق المستقلة". وأوضح البيان أنه في ما يخص بلاتر "من أجل الوضوح، لا تزال إجراءات الغرفة القضائية في لجنة الأخلاق في ما يتعلق بالتدابير المؤقتة جارية، ما يعني أنه بإمكان الغرفة القضائية تأكيد، إلغاء أو تعديل، القرار المؤقت بحسب المادة 84 من قانون لجنة الأخلاق". وختم البيان أن بلاتر (79 عاما) وبلاتيني (60 عاما) أبلغا بالقرار يوم الأربعاء، وبحسب المادة 67 من انظمة الفيفا يمكنهما الاستئناف لدى محكمة التحكيم الرياضي "كاس". وكانت لجنة الأخلاق المستقلة في الفيفا أوقفت بلاتر وبلاتيني في 7 أكتوبر الماضي عن ممارسة جميع الأنشطة الكروية لمدة 90 يوما (حتى 5 يناير 2016) بسبب "دفعة غير شرعية" من الأول إلى الثاني عام 2011، تصل إلى مليوني دولار عن عمل قام به الفرنسي لمصلحة فيفا بين 1999 و2002 ، مضيفة أنه "فد يتم تمديد فترة الإيقاف 45 يوما إضافيا". وأعلن بلاتر عبر محاميه "استياءه" لرفض استئنافه بخصوص إيقافه المؤقت، ولكنه أكد "عزمه على تلميع سمعته". وكتب المحامي ريشار كولن في بيان له: "الرئيس بلاتر مستاء من القرار الذي أصدرته لجنة الاستئناف بخصوص إيقافه المؤقت، ولكنه عازم على تلميع سمعته"، مؤكدا أن ليس هناك "دليل على سوء النية في الاتفاق بين ميشال بلاتيني والفيفا". وأضاف "سيواصل الرئيس استئنافاته وينتظر بفارغ الصبر إمكانية الاستماع إليه، بما في ذلك من خلال عرض أدلة وحجج المحامين، وذلك لإظهار أنه لم يكن هناك أي سوء تصرف". واستنكر بلاتيني بسرعة قرار لجنة الاستنئاف من خلال مستشاريه، مشيرا إلى أن فيفا يلجأ إلى تأخير متعمد لحملة ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي، وبأنه سيلجأ الى محكمة التحكيم "المستقلة والجدية". وكتب محامو بلاتيني لوكالة "فرانس برس": "هذا القرار (رفض الاستئناف) ليس مفاجئا. كان منتظرا من قبل ميشال بلاتيني ومستشاريه. يؤكد ذلك أن فيفا، من خلال هيئاته الداخلية، يقوم بإجراءات غير عادلة ومنحازة ضد بلاتيني في انتهاك متكرر لحقوق الدفاع". وهذه ضربة جديدة لبلاتيني، الذي لن يتمكن من الغوص في حملته الانتخابية بمواجهة الأردني الأمير علي بن الحسين، البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الفرنسي جيروم شامباني، السويسري جياني إنفانتينو والجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل. كما يبدو من الصعب التكهن إذا ما كان بلاتيني سينجح في تنظيف سجله قبل موعد الانتخابات، لأن اللجنة الانتخابية في فيفا تدرس بتمعن طلبات الترشيحات وفق لوائح صارمة، تتعلق بفحص النزاهة الذي قد يحول دون رفع الايقاف عنه. ولم يتردد المساعد الأول لبلاتيني، السويسري جاني إنفانتينو، الذي دفع به الاتحاد الأوروبي قبل ساعات من إقفال باب الترشيح، تحسبا للمحظور بالقول الأسبوع الماضي إنه سينسحب من السباق بحال السماح لبلاتيني بخوض الانتخابات. كما دخل السباق في اليوم الأخير من الترشيحات البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي، ويعتبر مع إنفانتينو الأبرز لخلافة بلاتر، بعد أن كان من أشد الداعمين لبلاتيني. وعن انسحاب سلمان بن إبراهيم، كان الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح، أحد داعميه وصاحب النفوذ القوي في الرياضة الآسيوية والعالمية، قال قبل أيام إن ذلك قد يحصل. وأوضح الفهد، وهو رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس آنوك (اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية)، عندما سئل عن انسحاب رئيس الاتحاد الاسيوي في حال تبرئة بلاتيني "هذا الأمر ممكن نعم، وأعتقد بأن مرشحين آخرين قد ينسحبون أيضا".