وكالات شن الجيش الأميركي الأسبوع الماضي غارة جوية خاصة استهدفت الجهادي البريطاني جون الذي ينتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية وظهر في تسجيلات فيديو يذبح رهائن، لكن لم يتأكد مقتله. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن الغارة الجوية جرت في الرقة عاصمة ما يسمى الدولة الإسلامية التي أعلنها التنظيم الجهادي المتطرف في شمال سوريا. وذكرت شبكة التلفزيون سي أن أن وصحيفة واشنطن بوست الأميركيتان نقلا عن مسؤولين أميركيين أن الضربة الجوية نفذتها طائرة دون طيار، وأشارتا إلى أن الاستخبارات الأميركية رصدت محمد أموازي، المكنى جون البريطاني، منذ عدة أيام. وقال البنتاغون في البيان إن ?أموازي وهو مواطن بريطاني، ظهر في تسجيلات فيديو في عمليات قتل الصحفيين الأميركيين ستيفن سوتلوف وجيمس فولي والعامل في القطاع الإنساني الأميركي عبدالرحمن كاسيغ والعاملين البريطانيين في المجال الإنساني ديفيد هينس وآلن هينينغ والصحفي الياباني كينجي غوتو ورهائن آخرين?. ومحمد أموازي الذي كان يعمل في البرمجة المعلوماتية في لندن، مولود في الكويت سنة 1988 لعائلة من البدون من أصل عراقي. وقد هاجر والداه إلى بريطانيا في 1993 بعد أن فقدا الأمل في الحصول على الجنسية الكويتية. هذا الخبر، يحيل حسب مراقبين إلى العديد من الجهاديين من جنسيات غربية وبعيدة كل البعد على المجال العربي أو حتى المسلم، كانوا موجودين في دول أوروبية أو عادوا إليها لتنتقل المعارك الوحشية إلى داخلها، من ذلك الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس في تفجيرات ملعب كرة القدم في ضاحية سان دونيس واحتجاز مئات الرهائن وقتل الكثير منهم في مسرح باتاكلان. وتقول تقارير أمنية أن الكثير من الأسماء القيادية في تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية تعد علامات بارزة على قدرة هذا التنظيم الإرهابي على الوصول واستقطاب ?قيادات? له من دول غربية، خاصة في أوروبا الغربية وجمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا وحتى الولاياتالمتحدة الأميركية ذاتها. ولعل أبرز الأسماء التي تنشط الآن في تنظيم داعش الإرهابي تتمثل في ديزو دوغ، وهو مغن لموسيقى الراب، ألماني الجنسية وكان يعيش بشكل عادي في بلدته قرب مدينة درسدن شرق ألمانيا. ويعد ديزو دوغ اسما مهما في هذه المجموعة نظرا لأهمية الدور الرمزي الذي قام به هذا المجند الإرهابي كي يستقطب معه العديد من الشباب الألماني إلى مناطق النزاع في سوريا والعراق، ومنهم من تكون تكوينا متطرفا وبقي في ألمانيا كخط إسناد من بعيد أو كنواة لخلايا جديدة ربما تقوم بتنسيقات لهجمات داخل ألمانيا أو أوروبا. فقد أصدر هذا المغني مقطعا مصورا ونشره على صفحته الخاصة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي يؤيد فيه جماعة ما يسمى الدولة الإسلامية ويعلن انضمامه إليها، الأمر الذي جر العشرات من الشباب وراءه إلى تلك المحرقة. اسم آخر تداولته العديد من وسائل الإعلام الدولية والمعروف بلحيته الحمراء وملامحه شرق أوروبية، وهو الإرهابي أبوعمر الشيشاني، واسمه الحقيقي هو طرخان باتيرشفيلي الذي ولد في جورجيا وكان ضابطا سابقا في الجيش الجورجي، وتقول المعلومات إنه استقال من الجيش بعد النزاع الجورجي الروسي سنة 2008، وبعد خروجه من العسكر أصبح باتيرشفيلي متبنيا للفكر الجهادي المتطرف، فخدم في مناصب قيادية مختلفة مع الجماعات المتشددة التي تقاتل في سوريا، وهو القائد السابق لمجموعة متمردة تسمى كتيبة المهاجرين ثم قائد كتيبة جيش المهاجرين والأنصار. وفي مايو 2013 تم تعيينه قائد القيادة الشمالية العسكرية لجماعة داعش ليملك السلطة على جميع العمليات العسكرية التي تتم في شمال سوريا وتحديداً في حلب والرقة واللاذقية وإدلب، وفي أواخر عام 2013 أصبح أمير جماعة داعش في شمال سوريا. وكان مسؤولاً عن قيادة مقاتلين غير عرب من الشيشان وبلاد القوقاز. أما بلال بوسنيتش، وهو أحد القيادات الهامة في تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية، فهو أحد أعضاء الحركة السلفية في البوسنة والهرسك سابقا. وقد عرف عنه قيامه بتجنيد الجهاديين من القارة الأوروبية. ولد في شمال غرب البوسنة عام 1972، وانتقل في صغره مع والديه إلى ألمانيا حيث التقى بالحركة السلفية وانضم إليها هناك، ثم عاد خلال حرب البوسنة عام 1992 وانضم إلى إحدى كتائب الجيش البوسني، كما كان عضوا شبابيا نشطا في مجال الدعوة إلى المجموعات المتشددة. ومنذ عام 2011 أصبح قائد الحركة السلفية في البوسنة، حيث بدأ يحظى باهتمام وسائل الإعلام نتيجة لتصريحاته المثيرة للجدل. فقد قال في أحد تصريحاته ?بالمتفجرات على صدورنا نحن نمهد لطريقنا إلى الجنة?. وقد صرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد يوم من هجمات الجمعة الماضية أن ?هناك اختراقا من داخل فرنسا مهد لارتكاب هذه الجرائم?، وقد أكد بذلك هولاند ما نبهت إليه أجهزة الأمن في أكثر من مناسبة أن فرنسا بالذات تحوي الكثير من خلايا التطرف والعنف. ويقول تقرير الإرهاب الأخير الصادر عن الهيئة الأوروبية لتطبيق القانون ?الأوروبول? إن الأوروبيين المتطرفين شكلوا في بعض المناطق مجموعات مستقلة وصغيرة الحجم وسريعة الحركة تحت إمرة قيادات متطرفة، مما يجعل التواصل بينهم أقوى والتنسيق أعمق، ويؤكد التقرير أنه لا توجد توعية إلكترونية موجهة إليهم فيما يوجد تحريض قوي ومتتابع ومتنوع من قبل المتطرفين يستمر إلى الآن. ويشير التقرير إلى أن الشبكات المتطرفة والمسؤولة عن الاستقطاب الأيديولوجي تمكنت من تشكيل عقل جمعي يربط بين الشباب المتطرف، وخطورة هذا التشكيل تكمن في أنه سيسهل برامج نقل الإرهاب المتطرف إلى داخل أوروبا على شكل جماعات كبرى.