تحتضن مدينة إيموزار كندر، ابتداء من يومه الخمس من الثاني عشر من نونبر الجاري و إلى غاية الخامس عشر منه، الدورة الثانية عشرة لمهرجان سينما الشعوب الذي دأب على تنظيمه نادي إيموزار للسينما، للاحتفاء بالإبداعات السينمائية وبالأسماء الفنية التي ساهمت عبر العديد من الأعمال الفنية في تطوير الفعل السينمائي بالمغرب والخارج. ويروم هذا الحدث الثقافي والفني، الذي ينظم بشراكة وتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والمركز السينمائي المغربي، تثمين الإبداع الفني والتبادل الثقافي بين الممارسين للفعل الإبداعي من مخرجين وممثلين وفنانين ونقاد ومهتمين مع تسليط الضوء على التجارب السينمائية التي أغنت المشهد السينمائي سواء بالمغرب أو ببعض البلدان الأجنبية. ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي ستكرم الممثل المغربي الراحل محمد بصطاوي، والمخرج الجزائري شريف عقون، كصيغة للاعتراف بعطاءاتهما وإسهامهما في إغناء الإبداع السينمائي، تنظيم مسابقة للأفلام القصيرة يشارك فيها 22 فيلما من المغرب والجزائر وألمانيا وبلجيكا وبلغاريا وفرنسا وسويسرا وغيرها. وسيترأس لجنة التحكيم الخاصة بهذه المسابقة المخرج المغربي عز العرب العلوي، وتضم في عضويتها كل من فاطمة بن سالم الركراكي وإلهام بوريقي من المغرب، والسيناريست والناقد الفرنسي هوغيس فيشار، بالإضافة إلى المخرج التونسي معز بن حسن. كما سيتم في إطار هذه الدورة، التي سيحضرها العديد من الفنانين ورجال السينما والإبداع ومجموعة من النقاد والمهتمين بقضايا السينما، تقديم عروض سينمائية خارج المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة تتمحور حول تيمات متنوعة ومختلفة قاسمها المشترك تثمين القيم الثقافية والحضارية للشعوب. ومن بين الأعمال الإبداعية، التي سيتم تقديمها في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، أفلام (أيام الصيف) للمخرج المغربي عماد بادي و(اللغز) للمخرج المغربي طاهر بوليفة، بالإضافة إلى (سكر) للألماني أرمين موباصيري و(غياب) للفرنسية لورينا فالي و(من أنا) للجزائري محمد إسلام كاموني و(البطلة) للجزائري شريف عقون و(كناوة) للمغربي جعفر البادي و(العدد 13) للمغربي لخضر الحمداوي و(رماد البركان) للسويسرية ماريا نيكوليي وغيرها. وموازاة مع هذه العروض ستعرف دورة هذه السنة، تنظيم ندوة فكرية حول موضوع "التوثيق للذاكرة السينمائية بالمغرب .. الواقع والآفاق " يؤطرها باحثون ونقاد ومبدعون من المغرب والخارج بالإضافة إلى توقيع الإصدار التاسع لنادي إيموزار للسينما (أضواء على التراث السينمائي المغربي) وكذا الإصدار الموسوم ب (عناصر الثقافة الأمازيغية في السينما المغربية). وكانت الدورة 11 لمهرجان سينما الشعوب تضمنت العديد من الفقرات المتميزة من بينها عرض مجموعة من الأفلام والتجارب الإبداعية التي أنتجها فنانون من المغرب والخارج بالإضافة إلى حضور وازن للعديد من الفنانين والمخرجين مما جعل من مهرجان سينما الشعوب محطة مهمة في سيرورة الاحتفاء بالفن السابع وبالأعمال الإبداعية التي بصمت التاريخ الإنساني للسينما. ويشكل مهرجان سينما الشعوب لمدينة إيموزار تظاهرة ثقافية وفنية تهدف بالخصوص إلى خلق إطار للتلاقي وتبادل الخبرات والتجارب حول قضايا السينما وتعزيز وتقوية الحوار بين الثقافات إلى جانب الاحتفاء بالأعمال الإبداعية التي تهتم بثقافة وعادات الشعوب. يتضمن حفل افتتاح الدورة 12 لمهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر تكريمين ، الأول لأحد رواد السينما الأمازيغية بالجزائر المخرج والسيناريست شريف عقون ، والثاني لروح الممثل المغربي الشعبي الكبير الراحل محمد بصطاوي . هذا، ويتميز جديد دورة هذه السنة من هذا المهرجان في عرض آخر أفلام الفنان الراحل محمد بصطاوي، وهو فيلم سويسري روائي قصير (15 د) من إخراج ماريا نيكوليي سنة 2014 . تدور أحداث قصته ، في قالب لا يخلو من مسحة كوميدية ، حول الثري المغربي حسن (من تشخيص الراحل محمد بصطاوي) الذي يخطط لبناء ضريح بقرية فالانجان ، مسقط رأس زوجته السويسرية المتوفية ، حفظا لذكراها ، إلا أنه بذلك يجرح مشاعر أخت زوجته التي تعارض الأمر . ومع ذلك فرماد البركان جدد الأحزان المشتركة . من مفارقات هذا الفيلم، أن خروجه إلى القاعات بسويسرا تزامن مع وفاة بطله الممثل المغربي القدير محمد بصطاوي في دجنبر 2014 .