عاشت مدينة العيون ليلة بيضاء، احتفالا بالذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، وشهدت أكبر شوارع المدينة، وأحياؤها تدفقا بشريا كبيرا أثثته مشاهد الأعلام الوطنية وترديد النشيد الوطني وعبارات الترحيب بمقدم جلالة الملك. وكشف وزير الداخلية محمد حصاد أمس الجمعة، أن عشرات الآلاف من المواطنين خرجوا طيلة الأيام القليلة الماضية بمدينة العيون، استعدادا لاستقبال جلالة الملك كما هو الشأن في عدد من الأقاليم الجنوبية للبلاد. وقال وزير الداخلية في لقاء صحفي مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية، إن ما يعيشه المغرب من استقرار لا تعكسه وسائل الإعلام الغربية التي تعمل على استثمار بعض الاستفزازات التي يكون وراءها بعض الأنفار. في مقابل ذلك، لم تشهد بعض الأحياء «الساخنة»، في العيون أي مظاهرات للانفصاليين إلى حدود مساء الخميس ،إذ كانت الحركة في حي «معطى الله» على سبيل المثال، عادية ولم تحدُث أي مناوشات بين الانفصاليين وقوات الأمن. ومن جانبه، قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أن الاستعمار انتهى، وأن المغرب في أرضه وصحرائه والطريق اليوم إلى التنمية الشاملة وتثبيت الاستقرار، وقد أصبح يتعامل منذ اليوم مع الاستفزازات الخارجية بشكل عادي. وعاشت المدينة على هذا المنوال حتى ساعات متأخرة ليلة أول أمس، فيما جابت عشرات السيارات والدراجات النارية شوارع المدينة وهم يهتفون على إيقاع منبهات الصوت «الله، الوطن، الملك». ويعتبر المغرب- الذي يحتفل بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء- هذه الذكرى محطة متجددة لتأكيد إجماع الشعب المغربي على حماية وحدته الترابية، ليظل المغرب في صحرائه وتظل الصحراء في مغربها. ومن أبرز تجليات الاحتفال بالذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء إدخال الفرحة على نفوس عائلات السجناء الصحراويين في مختلف السجون، بعد الإعلان عن العفو الملكي ، بصفة استثنائية، على 4215 من نزﻻء المؤسسات السجنية، من بينهم 215 سجينا صحراويا سيتم إطلاق سراحهم بالمناسبة. واكتظت شوارع العيون بالسكان من كل الأطياف، إلى أن أصبحت تتنفس روح الوطنية الخالصة وتستمر شرايينها بضخ دم يحمل لون العلم المغربي الأحمر ونجمته الخماسية الخضراء ترحيبا بحلول جلالة الملك بالمدينة من أجل تدشين عدد من المشاريع التنموية، وكذا إلقاء خطاب العرش في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. وتعكس جل شوارع المدينة، التي ازدانت بالأعلام الوطنية، خاصة الرئيسية منها، ما حققه المغرب منذ المسيرة الخضراء من تنمية وتطور للبنية التحتية على كافة المستويات الشيء الذي جعلها تضاهي باقي مناطق المغرب. وتُبرز المنشئات التي تتوفر عليها مدينة العيون كذلك، ما عرفته الأقاليم الجنوبية من مسيرة تنموية قوية حولت المنطقة إلى مدن كبيرة تزخر بالمشاريع الكبرى في مختلف القطاعات، مما مكن من سد العجز في مجال البنية التحتية الأساسية الموروثة عن حقبة الاستعمار الإسباني، حيث رصد المغرب من ميزانية الدولة مليارات الدولارات للرفع من مستوى عيش سكان الصحراء والعمل على خلق تحول عمراني مهم بالأقاليم الجنوبية عموما. ويزور جلالة الملك محمد السادس مدينة العيون، التي تعكس التنمية الشاملة التي عرفتها الأقاليم الجنوبية إلى جانب نعمة الاستقرار والأمن، بعد حوالي عقد من الزمن، وتتميز بكونها الزيارة الملكية الأولى التي سيُلقي خلالها جلالة الملك خطاب المسيرة الخضراء من عمق الصحراء المغربية.