كشف وفد حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المشارك في أشغال اللجنة المتوسطية للأممية الاشتراكية التي اختتمت أشغالها الثلاثاء الماضي ببرشلونة، أن «إعلان برشلونة»، الصادر عقب نهاية أشغال اللجنة، أتى خاليا من كل المفردات والتعابير المألوفة في وقت سابق في بيانات الأممية. وأوضح رئيس الوفد الحزبي محمد بن عبد القادر أن «إعلان برشلونة»، تطرق لأول مرة لملف الصحراء المغربية دون الإشارة، لا من بعيد ولا من قريب، إلى ما يسمى بجبهة «البوليساريو» أو ما يدعى ب»الشعب الصحراوي» أو من أي إحالة إلى ما يطلق عليه «تقرير المصير». وأشار بن عبد القادر إلى أن اللجنة المتوسطية للأممية الاشتراكية، التي شددت على أهمية التقرير الذي أنجزه شهر ماي المنصرم وفد زائر إلى الصحراء المغربية، دعت أيضا إلى ضرورة استلهام توصيات هذا التقرير في أفق إيجاد حل سياسي ضمن الإطار الذي حددته الأممالمتحدة. وبالموازاة مع ذلك، قام وفد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بفضح أكاذيب وفد انفصاليي «البوليساريو» الذي حاول، دون جدوى، تمرير مواقفه اليائسة في اجتماعات اللجنة، حيث بذل رئيس وفد انفصاليي «البوليساريو» المعروف ب»سيداتي» قصارى جهده من أجل إقحام فقرة حول «تقرير المصير» الأمر الذي لم يتأت له بسبب رفض رئاسة اللجنة المتوسطية للأممية الاشتراكية. وقال رئيس الوفد الحزبي المغربي محمد بن عبد القادر، إن المغرب ما فتئ يقدم الاقتراحات البناءة من أجل إيجاد حل سلمي لقضية الصحراء، آخرها مقترح الحكم الذاتي الذي لقي ترحيبا دوليا كبيرا، حيث اعتبرته القوى الكبرى في العالم «مقترحا جديا وذا مصداقية». وأكد بن عبد القادر أن «البوليساريو» عكس ذلك، لم يسبق أن قدم ولا فكرة واحدة من شأنها المساعدة على طي هذا الملف، مذكرا بأن الجماعة الانفصالية، مرتاحة في الواقع لهذه الوضعية، على اعتبار أنها تستفيد من تحويل واختلاس المساعدات الدولية، ومن ممارسة التهريب بكل أنواعه بالمنطقة سواء المخدرات أو الأسلحة أو البشر. واعتبر أن الانحرافات التي تعرفها الجبهة الانفصالية جعلت أعدادا كبيرة من القاطنين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، يختارون اللجوء الى المناطق المجاورة حيث يمارسون أعمالا إجرامية بما في ذلك العمليات الإرهابية. من جانب آخر، أجرى الوفد الحزبي المغربي على هامش أشغال الاجتماع الذي أصدر بيانا ختاميا أطلق عليه «نداء برشلونة»، سلسلة من المباحثات مع ممثلي عدد من الأحزاب الاشتراكية في المنطقة منها الحزب الاشتراكي الإسباني، والحزب الاشتراكي اليوناني، فضلا عن الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية في تونس ومصر ولبنان و فلسطين. وتناولت هذه اللقاءات عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك منها المتعلقة بالنزاعات في المنطقة، خاصة في سورية وليبيا، كما تطرقت إلى إمكانية دعم العلاقات بين الاتحاد الاشتراكي وباقي الأحزاب المتوسطية. وكانت اجتماعات اللجنة المتوسطية للأممية الاشتراكية قد انطلقت الاثنين بمشاركة وفد عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يضم محمد بن عبد القادر المسؤول عن العلاقات الخارجية في الحزب، ومحمد الادريسي الكاتب الإقليمي للحزب في إسبانيا، وعائشة الكوركي عضوة الكتابة الإقليمية بإسبانيا. وتمحورت أشغال اللقاء حول مواضيع «النزاعات الإقليمية وتدفق اللاجئين على بلدان المنطقة المتوسطية» و»المبادرات السياسية الهادفة إلى إيجاد حلول لمختلف الأزمات في المنطقة خاصة في الشرق الأوسط وليبيا»، بالإضافة إلى مسألة «تشجيع التعاون الإقليمي المتعدد التوجهات بين بلدان شمال وجنوب وشرق حوض البحر الأبيض المتوسط». وقد خلص المتدخلون الى أن إرساء ديمقراطية حقيقية واحترام حقوق الإنسان بمفهومها الواسع، هو الوسيلة الوحيدة لرفع جميع التحديات التي تواجه بلدان المنطقة، بما في ذلك تسوية النزاعات العسكرية التي تعرفها بعض البلدان. يذكر أن آخر اجتماع للجنة المتوسطية للأممية الاشتراكية، كان قد عقد في شهر فبراير الماضي بمدينة بلنسية (شرق إسبانيا)، حيث خصص لمناقشة قضايا السلم والأمن والتعاون بين الأحزاب الاشتراكية في بلدان المنطقة.