مثل لون الشمس المتلألئة ورائحة البحر التي لا تبرح المحيط أبدا، تفتح لنا الرسامة الشابة الهام العراقي العمري خوابيها الخاصة لنرى المرايا من خلال مجد يدها التي تأذن لنا بالدخول إلى عالم الإبداع. إلهام العابرة للقارة و الأحاسيس، تحمل في قلبها فرحا للوطن و الطبيعة، وهي تمثل المغرب للمرة الثالثة على التوالي في صالون الخريف 2015 الذي أقيم بباريس بالشانزيليزيه ما بين 14 و 18 أكتوبر الجاري و قد اختارت تمثيله بلوحة زيتية (140 ? 140 سم) تحمل عنوان ?لآلئ مضيئة?.. إلى جانب ثلة من المبدعين و محبي الفن المعاصر من مختلف بقاع العالم الذين اعتادوا ارتياد جنبات الصالون و توارثوا حب التلاقي فيه.. و تجدر الإشارة إلى أن أول دورة لصالون الخريف كانت سنة 1903.. وهو من أهم وأشهر المهرجانات العالمية التي تعنى بالفنون التشكيلية و قد شهد ميلاد فناني مدرسة باريس للحداثة أمثال بيكاسو، ما تيس ، فرنان ليجة و سيزان وغيرهم كثير وهو يقام سنويا فى باريس ويعد بحق دستورا انسانيا ناسجا لعلاقات إنسانية أساسها لغه تعبرية خاصة متحديا كل حدود الجغرافيا واضعا خطوات ثابتة لتاريخ الفنون الدولية و الانسانية الثقافية. وقد عرفت هذه الدورة مشاركة 183 لوحة ومنحوتة، واستقبلت ضيفي الشرف كريستين لامبرت، نحات وخزاف، وبرنارد بلوندي، رسام. تشبعت الهام العراقي العمري الحاصلة على شهادة الإجازة في التدبير بفن التشكيل منذ الدراسة الأكاديمية، و يشهد لها كبار التشكيليين العالميين بتدفق الطاقة الإبداعية لديها أو كما يقول عنها تريمود أنها المادة الساطعة كالذهب و النفاذة كالضوء، تسخر الطبيعة بطاقة عجيبة و قوية لخلق شعلة و هوية جديدة.. هذه المغربية الرسامة الجميلة تسافر ببلدها كل سنة نحو التألق وكأنها شعلة ترقص إلى ما لا نهاية... تتبدى لك يقظة إلهام و ابداعها و انت تتفحص فضاءات لوحاتها المتجردة التي ماهي الا انعكاس لدواخلها و الحمم المتدفقة فيها ككائنات ملتهبة ثائرة كما لو أنها تلك المرأة التي يسكنها و التي تصبح نفسها لهبا و رمزا للحياة.. وقد عبرت الفنانة التشكيلية الشابة إلهام العراقي العمري لنا عن مدى سعادتها و ارتياحها تمثيل بلادها إلى جانب نحو ألف و ستمائة فنان من خمس و ثلاثين دولة أخرى، و بتميز عملها الذي راق للمتتبعين و النقاد و الفنانين.. و بأن الحدث هو محفز لها للإبداع و الخلق و الاستفادة من التجارب الفنية العالمية . و يجدر الإشارة أن فعاليات الاختتام حظيت بحضور جماهيرى مميز قارب 15 ألف زائر من الجمهور و الفنانيين والنقاد والإعلاميين ولم يقل تألقا عن حفل الإفتتاح الذى حضره نحو 10 ألاف شخص وافتتحه نائب رئيس وزراء فرنسا وفردريك ميتران وزير ثقافة فرنسا . إن فن التشكيل التي مثلت به الرسامة الهام العراقي المغرب يستمد قوته من الجمال الكوني و تناولها للأرض و الطبيعة و الضوء و النار يجعلها توقد بلهب كل الحواس و تتمرد الألوان التي تشتغل عليها كما لو أنه تمرد للأرواح الدفينة فيها و تفجير للهواجس الفنية داخلها، غايتها احتفائها بالنار و النور و الضوء و هي تشتغل على الألوان كالأصفر الفاقع و الأحمر القاني مما يزيد في توهج أعمالها. . إنها تسافر بنا بعيدا نحو التشظي و الانفتاح على فضاءات لا محدودة نبحث فيها عن ماهية الجمال، عن السحر في المعالم الكونية، في الألغاز و الطبيعة و الذكريات قريبا جدا من رائحة الوطن.