لم يكن العالم الروسي، رئيس قسم دراسة الصخور في جامعة «موسكو»، أناتولي بروشكوف أول من حوّل جسمه إلى حقل تجارب مغامراً بحياته، بعدما حقن نفسه ببكتيريا يتجاوز عمرها 3.5 مليون سنة، أطلق عليها اسم «بكتيريا الحياة الأبدية». وذكرت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية الأسبوع الماضي، أن البكتيريا التي تسمى «باسيليوس ف» موجودة في مناطق الجليد السرمدي في سيبيريا منذ ملايين السنين. واختبرها العلماء على الفئران وخلايا الدم عند الانسان، لكن بروشكوف قرر أن يجربها على نفسه. وقال العالم الروسي: «بعد تجارب ناجحة على الفئران وذباب الفاكهة، رأيت أنه من الأفضل أن أجرب البكتيريا الخاملة»، وتابع: «أصبحت أعمل لمدة أطول، ولم أصب بالإنفلونزا خلال العامين الماضيين». وسبق بروشكوف عدد من العلماء الذين وهبوا أنفسهم للعلم في سبيل خدمة البشرية، مثل غاليليو غاليلي الذي كان مفتوناً بالشمس ويتابعها لفترات طويلة حتى أصيب بأضرار بالغة في عينيه. وعلى رغم أنه لم يخترع المنظار، إلا انه عمل على تطويره وجعله أكثر قدرة على تقريب الأشياء ليصبح أول شخص يستطيع رؤية سطح القمر. ولم تقتصر دراسات غاليلي على الفلك، بل تعدتها إلى علم الفيزياء، بعدما أثبت عكس ما كان يعتقده العلماء. وكان العلماء يظنون أنه لو أُلقي من ارتفاع ما بجسمين مختلفي الوزن، فإن الجسم الأثقل وزناً يصل إلى الأرض قبل الآخر. غير أن غاليلي اعتلى برج بيزا بنفسه، وألقى بجسمين مختلفي الوزن، فارتطما بالأرض في الوقت نفسه. وأصيب المكتشف الكيماوي والفيزيائي همفري ديفي في عينه، بعد انفجار مركب «ثلاثي كلوريد النيتروجين» الذي كان يجربه. واكتشف ديفي مواد مثل الصوديوم والبوتاسيوم وأكسيد النيتروز، ووضع عدداً من الأبحاث حول استخراج المعادن وتصنيعها ومعالجة الجلود وصناعة الاسمدة، واهتم أيضاً بالابحاث الزراعية وتوفي في سويسرا عام 1829. ونفّذ الفيزيائي والطبيب الكسندر بوغدانوف التجارب على نفسه لوقف الصلع، وأجرى 11 عملية نقل دم ناجحة لنفسه، لكنه نقل دماً ملوثاً في المرة الأخيرة، وأصيب بالملاريا التي مات بسببها. وأصيبت الفيزيائية مكتشفة عنصري الراديوم والبولونيوم ماري كوري بسرطان الدم، بعدما أمضت حياتها في إجراء أبحاث عن الإشعاع ودراسة العلاج الإشعاعي، وتوفيت عام 1943. وهي أول استاذة في «جامعة باريس»، وحازت على جائزة «نوبل» في مجالين مختلفين (فيزياء وكيمياء) والوحيدة التي حصلت عليها مرتين. وكرس الطبيب الأميركي جوناس سولك حياته لاكتشاف علاج للشلل واكتشاف لقاح لشلل الأطفال. وعمل خلال حياته في نيويورك وميشيغان وكاليفورنيا وبيتسبرغ، وحاول في نهاية الأربعينات تطبيق بحوثه على القرود، وكان لقاحه عبارة عن فيروس ميت، وفشل في أول تجاربه خلال عام 1954، عندما حقن في البداية 137 طفلاً بلقاحه، وارتفع الرقم إلى مليوني طفل تقريباً، لكن 260 أصيبوا بعد لقاحه التجريبي، ومن بينهم تُوفي 11 مصاباً.