كشفت الأرقام الأولية لنتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى معطيات صادمة تتعلق بمعدلات البطالة في أوساط المغاربة، حيث تبين أن نسبة البطالة استقرت في شتنبر 2014 في 15.7 في المائة، علما أن الأرقام الواردة في إحصاء شتنبر 2004 تشير إلى أن هذا المعدل كان في حدود 16.7 في المائة، أي أن هذا الرقم لم يخسر سوى نقطة واحدة في ظرف عشر سنوات كاملة. وتضيف المندوبية السامية للتخطيط، التي أشرفت على إنجاز هذا الإحصاء، أن معدلات البطالة في الوسط الحضري بلغ %18,9، وهو ما يمثل ضعف نظيره في الوسط القروي (%9,9)، مشيرة إلى أن النساء يعانين أكثر من تفشي البطالة بنسبة %28,3 مقابل %12,2 لدى الرجال. وكشفت الأرقام عن تراجع نسبة الأشخاص النشيطين من %35,9 سنة 2004 إلى %34,3 سنة 2014. وهذا المعدل أعلى لدى الرجال (%54,1) مقارنة مع النساء (%14,7) وبالمناطق الحضرية (%36,5) مقارنة مع نظيرتها القروية (%31,0)، ويبدو هذا التراجع أكثر حدة لدى النساء بالوسط القروي حيث تقلص من 14,9% إلى 7,5%. كما تم تسجيل انخفاض معدل النشاط بشكل أكبر لدى الفئة العمرية الأقل من 25 سنة، حيث انتقل من 38,6% إلى 22,6% لدى الفئة العمرية 15-19 سنة، ومن 56,1% إلى 47,3% لدى الفئة العمرية 20-24 سنة. وسجلت المندوبية التأثيرات الخطيرة لتراجع معدلات الخصوبة، إذ استمرت نسبة الشباب البالغين أقل من 15 سنة في الانخفاض حيث انتقلت من 31% سنة 2004 إلى ما يقارب 28% سنة 2014. بخصوص الأشخاص في سن العمل (15-59 سنة) فقد ارتفعت نسبتهم من 60,7% من مجموع السكان سنة 2004 إلى 62,4% سنة 2014، وذلك بفعل الزخم السكاني الناتج عن معدلات الخصوبة المرتفعة التي سجلت خلال السنوات الماضية. في المقابل، فإن الأشخاص البالغين من العمر 60 أو أكثر يمثلون حاليا 9,6% من مجموع السكان، مقابل 8,1% سنة 2004. أما من حيث الحجم، فقد انتقل عددهم من 2,376 مليون نسمة سنة 2004 إلى حوالي 3,209 مليون نسمة سنة 2014، وهو ما يمثل زيادة نسبية قدرها 35% خلال هذه الفترة (2004-2014). على مستوى الجهات، لاحظت المندوبية أن معدل الشيخوخة سجل أعلى مستوياته بكل من جهة بني ملال-خنيفرة (10,6%)، والجهة الشرقية (10,3%) وجهة فاس-مكناس (10,2%) وذلك راجع ربما لأهمية الهجرة من القرى إلى المدن بهذه الجهات. في حين سجل معدل الشيخوخة أدنى مستوياته بجهتي الداخلة-واد الذهب (3,5%) والعيون-الساقية الحمراء (5,4%).