بعد خمس جلسات من الحوار الوطني بلبنان، وبالرغم من طغيان أزمة النفايات على جل هذه الجلسات، تمكن الفرقاء السياسيون في الجولات المكوكية للجلستين الرابعة والخامسة، يومي الثلاثاء و الأربعاء الماضيين، من التطرق إلى ملف الرئاسة، الذي حدده راعي الحوار، نبيه بري، بندا رئيسيا للحوار عندما دعا إليه متم غشت الماضي إثر انفجار أزمة النفايات. وقد تمكن المتحاورون (رئيس الحكومة ورؤساء الكتل النيابية)، خلال جولات الجلسة الرابعة لأول مرة، من مناقشة «مواصفات الرئيس» المتوقع للبلاد، والذي بقي منصبه شاغرا منذ ماي 2014 بسبب الخلافات الحادة بين الفريقين السياسيين الكبيرين، تيار (8 مارس)، الذي يتزعمه (حزب الله)، وتيار(14 مارس) الذي يقوده (تيار المستقبل). وكان مقررا أن يبحث الفرقاء، أول أمس الأربعاء، في الأسماء المقترحة للرئاسة، إلا أن أغلب المشاركين، باستثناء رئيس «حزب القوات اللبنانية»، سمير جعجع الذي قاطع الحوار منذ بداياته، أكدوا في تصريحات أن النقاش استمر، قبل أن يعلن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، عن تأجيل انعقاد طاولة الحوار، المقررة الخميس في بحث «مواصفات الرئيس»، إلى 26 أكتوبر الجاري. وقد أكد نائب رئيس مجلس النواب، فريد مكاري، في تصريح صحفي، أن كل المتحاورين «أعطوا وجهات نظرهم بالنسبة للمواصفات»، مشددا على أنها «متقاربة مع بعض التمايز»، إلا أنه استدرك أنه لم يتم «التطرق إلى الأسماء». ويحسب لهذا الحوار، بالرغم من أن النقاش حول ملف الرئاسة اقتصر على «مواصفات» الرئيس، دون الدخول في التفاصيل، أنه أظهر «على الأقل»، وجود «إرادة» لدى الفرقاء ومن جميع الأطياف في الاستمرار فيه إلى النهاية. كما كانت من نتائجه «الملموسة»، توافق الفرقاء على ملف النفايات الذي استمر منذ يوليوز الماضي، إذ تمكن مجلس الوزراء مباشرة بعد الجلسة الأولى للحوار يوم تاسع شتنبر الماضي من ترجمة التوافق بإقرار «خطة» للنفايات ما زالت محط سجال بين الحكومة والبلديات والجمعيات البيئية والحراك المدني الذي تقوده «حملات» أهمها «بدنا نحاسب» و»طلعت ريحتكم»...التي نظمت، منذ بدء الحوار احتجاجات ومظاهرات. وبرز فاعل جديد في ساحة الاحتجاجات على الحوار، تمثل في «عائلات العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية (داعش) و( النصرة)، الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على عدم إدراج قضيتهم على طاولة الحوار. وتجدر الإشارة الى أن مجلس النواب اللبناني عقد، لحد الآن، 28 جلسة، أخفقت كلها في انتخاب رئيس للبلاد بسبب الخلافات الحادة بين الفرقاء السياسيين حول من سيخلف الرئيس السابق ميشال سليمان، خاصة بعد تمسك فريق «8 مارس»، الذي يقوده (حزب الله) بمرشحه ميشال عون، و» 14 مارس» بمرشحه رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع.