عندما كانت الحركات الحقوقية، ولا سيما منها الحركة النسائية والمساندة لحقوقها، تحتج على عبد الإله ابن كيران في تشكيل حكومته الأولى، كان هو يلتزم الصمت... واللمط، دون أن يدرك أحد أنه كان يسخر في قرارات نفسه من الذين واللواتي يتهمونه ويتهمنه بأنه ألغى وجود المرأة في تشكيل الحكومة أو أنه يستهين بها أو أنه لا يشركها في القرار.. كان يسخر بصمت لأنه كان يعرف أنه، وأكثر من أي أحد آخر، إشرك المرأة في عمق القرار: ليس باعطائها المنصب، بل بإعطائها الحق في أن تمنع زوجها منه! وهذا ما قالته السيدة حليمة العسالي في تصريح ليومية "الصباح" لعدد الأمس. واعترف لكم أيها السادة بأنني اعتبر الحق ما قالته حليمه تاتشر العسالي وهي تردد :» دافعت أنا والمحجوبي أحرضان عن استوزاره(تعني مسؤولا قياديا في الحزب وفي حركته التصحيحية) غير أن زوجتيه توجهتا إلى بنكيران واستقبلهما وحكتا له تفاصيل مشاكلهما معه ورميه إحداها في الشارع العام فتفادى بنكيران الموافقة علي استوزاره..«. وقد ظهر الحق بأن عبد الإله اسمتع إلى زوجتي الوزير المفترض وأنه أخذ برأيهما في منعه من الكرسي، بعد أن ثبت له بأنهما لم تكونا راضيتين عنه. للفضوليين مثلنا أسئلة محرجة: عم تحدث رئيس الحكومة مع زوجتين غاضبتين من زوج ما زال يجمعهما تحت سقف واحد؟. هل تحدث معهما مثلا عن قوته وأدائه( أقصد السياسيين والإداريين لا غير والله على ما أدعيه شهيد)؟ هل تحدث معهما عن حروب الضرتين في بيت رجل واحد وسريرين؟ هل استنكر معهما زواج الوزير بامرأتين مثلا؟ بعد أن يجيبنا الرئيس سيكون لنا سؤال آخر:هل استفاد هو من هذه الخبرة الحركية في تدبير الزواج الثنائي لوزيرين، رجل وامرأة في الحكومة الثانية؟ هل سمع من الزوجتين مثلا فتوى حول تدبير قضية شائكة تحت سقف الحكومة؟. لن أنتظر الأجوبة، بل سأذهب بعيدا في الأحلام وأتمنى لحليمة العسالي أن تفتح مكتب دراسات واستشارة مزدوج المهام: لابن كيران مهام اختيار الوزراء بناء على تقارير عائلية وسريرية من الزوجات ، وللمستوزرين مهمة اختيار الزوجات حتى يدافعن عن حظوظ أزواجه.. ولها أجران .. بطبيعة الحال. هل يعقل أن عبد الإله بنكيران وصل به الأمر إلى أن يحكم على كفاءة الوزير المفترض بناء على استشارة من العسالي واحرضان، لا على ما يؤهله شخصيا؟ هل يبدأ الدستور من غرف النوم، وهل هذا ما يفسر لماذا لم ير بنيكران الفرق بين الدفاع عن وزيرين تزوجا في هرم الدولة وبين وزيرين محكومين بصورة البلاد؟ لماذا لم يميز بين الغطاء السياسي .. وبين الغطاء الحميمي! ولي سؤال آخر:هل كان الرئيس عبد الإله وراء انفصال الوزير وزوجتيه؟ فبعد أن كان «عدول» الزواج في قضية الشوباني وابن خلدون، رزقهما الله السعادة والرفاه وقد قررا الابتعاد عن الوساوس الحكومية والتفرغ للسعادة الزوجية، اكتشفنا أنه قد يكون عدول الطلاق في قضية الزوجتين والوزير المفترض.. ولعلنا نخمن من هو في الحركة التصحيحية داخل الحركة! أيا كان الجواب، هناك سؤال آخر أكثر شقاوة يثيرني:لماذا كلما اجتمع وزير بزوجتين إلا وجدنا السي عبد الإله رابعهما؟ مجرد سؤال...