دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الولاياتالمتحدة إلى تقديم المزيد من الدعم من أجل استقبال اللاجئين. وقالت ميركل أول أمس خلال مؤتمر للكتلة البرلمانية لحزبها الاتحاد المسيحي في البرلمان الألماني (بوندستاغ) بالعاصمة الألمانية برلين « الاعتقاد بأنه يمكن لأوروبا القيام بذلك بمفردها تماما بدون مساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية ، يبدو بالنسبة لي أمرا غير واقعي على الإطلاق «. وأضافت المستشارة أن الولاياتالمتحدة وأوروبا قادرتان بالتأكيد على استقبال الكثير من اللاجئين وضمان الحماية لهم، ولكنها أشارت إلى أنه من الأفضل أن يكون ذلك في صورة مساعدة عاجلة. وأشارت ميركل إلى أنه يمكن للولايات المتحدة استقبال المزيد من اللاجئين القادمين من سورية على سبيل المثال وتحسين ظروف المعيشة في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا وكذلك الاسهام في مكافحة أسباب اللجوء. ولكن ميركل أشارت إلى أنها لا تتوقع ردود سريعة على التساؤلات الدائرة حول توزيع عادل للاجئين داخل الاتحاد الأوروبي أو مكافحة أسباب اللجوء قبل القمة الأوروبية الاستثنائية بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي المقررة يومه الأربعاء. وقالت المستشارة الألمانية « لا يمكن أن يكون هناك حل بين ليلة وضحاها (...) سوف نحتاج لصبر ولنفس طويل». وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد في برلين أول أمس أن بلاده ستستقبل 15 ألف لاجئ سوري إضافي خلال السنة المقبلة. من جانبه أكد وزير الخارجية الهولندي، بيرت كونديرز، أول أمس الاثنين من بيروت، أن «الحل الوحيد» للجوء السوريين هو إيجاد حل «سريع» للأزمة السورية. وأضاف كونديرز، الذي بدأ زيارة للبنان، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية جبران باسيل، أن الحل أيضا، لتدفق اللاجئين السوريين، يكمن في «زيادة المساعدات للداخل السوري». وشدد على دور الأممالمتحدة، خاصة خلال الاجتماع المقبل للجمعية العامة في نهاية هذا الشهر ، وأهمية دور الاتحاد الاوروبي في الديبلوماسية في المنطقة، لإيجاد حل للأزمة السورية «العميقة» التي أدت الى «هرب العديد» من السوريين. وفي ذات السياق، أشاد رئيس الدبلوماسية الهولندية ب»الدور الكبير والمسؤولية التي تحملها لبنان في ما يخص أزمة» اللاجئين السوريين، مبرزا أن بلاده قدمت، مؤخرا، 110 ملايين أورو لمساعدة النازحين في المنطقة، منها 25 مليون يورو مخصصة للبنان. من جانبه اعتبر جبران باسيل أن «موجة النزوح تلك تحمل خطرا على مستويين» يتمثل الأول، في « تسرب أو تسلل العناصر الإرهابية المتطرفة بين النازحين، والثاني في «إفراغ» بلدان الاستقبال «من مكونات اجتماعية أساسية، فيما يزداد تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب من أوروبا». وجدد باسيل التأكيد على أن «الحل الوحيد المستدام لأزمة النزوح هو في عودة» اللاجئين السوريين «الى مناطق آمنة في بلادهم»، مشددا على أن «برامج إعادة التوطين في دول ثانية، القائمة حاليا تبقى رمزية». وأوضح باسيل أن «التشجيع على توطين طالبي اللجوء في أوروبا، يعطي نتيجة عكسية» على اعتبار أنه «قائم على معايير انتقائية على المستوى الثقافي أو الديني، مما سيضعف طاقة الصمود لدى بلدان المنشأ». يذكر أن لبنان يستضيف، وفق آخر احصائيات مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، مليون و200 ألف لاجئ.