أكد جمهور "حلالة بويز" خلال مباراة فريقه النادي القنيطري ضد الفتح الرياضيبرسم ذهاب ربع نهاية كأس العرش، بأنه جمهور مبدع ، جمهور يعرف كيف يساند فريقه، وكيف يعبر عن احتجاجه، وكيف يعبر عن فرحته وأحزانه. ووفاء لروح مشجعيه، العربي الذي لقي حتفه غرقا بعد العودة من متابعة مباراة فريق النادي القنيطري ضد الوداد عن إياب ثمن نهاية الكأس، وأسامة الذي قضى فوق سكة القطار، عندما كان يهم بالتوجه إلى مدينة وجدة لمساندة الكاك، ومروان الذي غيبه الموت كذلك و لم يعد بين المشجعين، أبدع جمهور "حلالة بويز" "تيفو" يحتاج كثيرا إلى قراءة نقاد الفن التشكيلي، وإلى السيميائيين، للغوص فيه، وتحليل كل الإشارات التي تضمنها. فإضافة إلى إبراز أسماء كل من العربي وأسامة، كانت هناك سكة القطار ، وكان اللون الأزرق الدال على الماء، وكان هناك رسم لمشجعين أعطيا ظهرهما للمباراة وهو دليل على الحضور الروحي فقط لهما، ووسط اللوحة مشجع، بتقاسيم وجه صارمة يشير إلى الفريق، وتحت كل هذا رفعت لافتة كتب عليها "واصلوا المشوار بانتصار من أجل من راحت بهم الأقدار" . الجميل أن "التيفو" ظل فوق الرؤوس لحوالي عشر دقائق بعد انطلاق المباراة، وكأن "حلالة بويز" تريد أن تعطي الفرصة لكل من العربي وأسامة، الذين غيبهما الموت، فرصة للحضور الأخير فوق المدرجات، كل ذلك تحت أنظار أم مكلومة، وأب جريح وهما يحملان شعار"الكاك" فوق الأكتاف. وتذكيرا للاعبي الفريق بضرورة مواصلة المشوار، بقيت اللافتة مرفوعة طيلة دقائق المباراة، وكأن "حلالة بويز" تريد أن لاينسى لاعبو "فارس سبو" ضرورة تقديم هدية الفوز لمشجعين يتابعان المباراة بروحيهما، بذكرياتهما. "برافو" "حلالة بويز" على التشجيع الحضاري، وعلى الإبداع على المدرجات، ورحم الله كل من قضى عشقا وهوسا بمحبوبه/فريقه.