بانتخابها على رأس الجماعة القروية جماعة أفرا بدائرة أكدز التابعة لإقليم زاكورة تحت رمز »الوردة« تكون رقية قاسم أول رئيس جماعة قروية بصيغة المؤنث بجهة درعة- تافيلالت. فانتماء رقية الشابة، التي هزمت منافسها عن حزب الاصالة والمعاصرة بعد حصولها على 13 صوتا من أصل 17 في انتخابات رؤساء الجماعات، لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يأت صدفة وانما جاء بعد قناعة وميول كبير لطرح أحد أعرق الهيئات الحزبية في المشهد السياسي الوطني. انخراطي، كما تقول قاسم، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، في العمل الحزبي والسياسي وخاصة بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان بتشجيع من مجموعة من الصديقات والأصدقاء سواء منهم الذين يشتغلون في العمل الجمعوي أو المنتمين لهذا الحزب الذي له تاريخ طويل في ساحة النضال الوطني. كما ان التكوين الاكاديمي للمسؤولة الجماعية ، الحاصلة على الاجازة في القانون العام بكلية الحقوق بالدار البيضاء، ساعدها على الالمام بكل تفاصيل العمل الحزبي وبمبادئ القوانين الدستورية والادارية والمالية والجنائية. اهتمامات رقية بالعمل الحزبي ومتابعة الدراسة الجامعية في مجال العلوم السياسية لم يثنها عن خوض غمار العمل الجمعوي بالانخراط في انشطة ومشاريع جمعيتي » تسكالة للتنمية «و» حارة تمسكالت« اللتين تنشطان في مجال تقوية قدرات الفاعلين وتطوير السياحة القروية. طموحي لم ينحصر عند هذا الحد، تؤكد قاسم، بل تعداه الى التفكير في آفاق أوسع لصقل تجربتي الجمعوية حيث شاركت في مجموعة من اللقاءات داخل المغرب وخارجه (تونس ولبنان) حول مقاربة النوع والمقاربة التشاركية و هندسة المشاريع وتدبير النزاعات والتسيير الإداري والمالي للجمعيات و تقنيات التواصل و القيادة النسائية. ثقة الناخبين في رقية، ذات الثقافة الموسوعية والتي تتقن الحديث باللغتين الفرنسية والانجليزية وتكنولوجيا المعلوميات، لتدير شؤونهم المحلية قوى من عزيمتها للترشح للانتخابات الجماعية . برهافة حسها، تضيف رقية قاسم التي تمكنت من مراكمة قدرات وكفاءات علمية وثقافية في منطقة معروفة بطابعها المحافظ وتقاليدها الامازيغية العريقة، بالنسبة لي أتطلع إلى المساهمة في التنمية المجالية المستدامة بجماعة أفرا القروية وخاصة في اوساط النساء القرويات قصد تحقيق استقلاليتهن عبر مشاريع وانشطة مدرة للدخل، مبرزة ان المرأة القروية بشكل خاص لديها القدرة على أن تتقلد المناصب القيادية والريادية إلى جانب الرجل إذا ما أتيحت لها الفرصة. ولتحقيق هذه الغاية يتعين على الأحزاب السياسية، تؤكد رئيسة جماعة أفرا، أن تتحمل مسؤوليتها في تمكين المرأة والقروية بشكل خاص من ولوج العمل السياسي، وذلك من خلال لقاءات ودورات تكوينية في هذا المجال، وأن تنفتح كذلك على الطاقات الشابة الواعدة. مشاركة المرأة بالجنوب الشرقي وبجهة درعة- تافيلالت خصوصا، تؤكد رقية قاسم، تظل ضعيفة جدا لعدة اعتبارات أولها العقلية الذكورية الغالبة بالمجتمعات المحافظة الواحاتية التي تحول دون وصول المرأة بشكل عام وخاصة المرأة القروية الى مناصب المسؤولية واتخاذ القرار، إضافة إلى نظرة المجتمع المحلي والنساء لأنفسهن على أنهن أقل كفاءة من الرجال وأنه ليست لهن القدرة على التسيير والتدبير. انتخابي لتدبير الشؤون المحلية دليل واضح، تشدد قاسم، على أن المرأة المغربية والقروية بالخصوص »لديها القدرة لتدبير الشأن المحلي كالرجل ولم لا أحسن، لكونها تمتلك كل المقومات التي تجعلها تقوم بهذا الدور بكل جدارة واستحقاق«. البرنامج الطموح للفاعلة الجمعوية الذي أكسبها ثقة الناخبين والمتعاطفين معها ارسى دعائم جديدة لكيفية تدبير الشأن المحلي برؤية واقعية تشاركية فمن دعم قدرات اعضاء المكتب المسير للجماعة القروية وفعاليات المجتمع المدني في جميع المجالات (المقاربات الحديثة كالنوع والتشاركية والبيئية... ) ووضع مخطط استراتيجي تشاركي مع مختلف المتدخلين في التنمية المجالية المستدامة الى بناء الشراكات مع مختلف المتدخلين في التنمية (قطاعات حكومية، منظمات وطنية ودولية....) من أجل تحقيق التنمية المنشودة بتراب الجماعة التي تأسست سنة 1992.