أجرى جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، يوم الأربعاء، اتصالات هاتفية مع كل من عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني وأمير دولة قطر تميم بن حمد والرئيس الفلسطيني محمود عباس وذكر بلاغ للديوان الملكي أن هذه الاتصالات الهاتفية خصصت للتشاور بشأن الانتهاكات اللا مشروعة التي تقوم بها، منذ أيام، قوات الاحتلال الإسرائيلي بالمسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف. وأبرز البلاغ أن قادة هذه الدول جددوا، خلال هذه المحادثات، التنديد بهذه الخروقات، المتمثلة أساسا في اقتحام المسجد وباحاته، وتدمير أجزاء من منشآته وإفراغه من المصلين والقائمين عليه والاعتداء عليهم ومتابعتهم، والتي تستهدف تنفيذ المخطط الإسرائيلي بتقسيم المسجد الأقصى، زمانيا ومكانيا، والاستحواذ عليه. وفي هذا السياق، يضيف البلاغ، تم الاتفاق على تكليف وزراء خارجية هذه الدول بالتنسيق بشأن الإجراءات التي يجب اتخاذها لمواجهة هذا التعنت الإسرائيلي، وتماديه في الخرق السافر لقرارات الشرعية الدولية. واعتبر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن إسرائيل تشن حربا ضروسا على القدسالمحتلة، مؤكدا "نحن في القدس وسنبقى فيها وسنحمي مقدساتنا المسيحية والإسلامية، ولن نغادر بلدنا، وسنبقى متمسكين بكل ذرة من ترابها". ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن الرئيس عباس قوله، لدى استقباله فعاليات مدينة القدسالمحتلة، ، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، "لن نترك بابا إلا وسنطرقه من أجل أن نرفع صوت القدس عاليا"، مضيفا "أنا مطمئن أن أمرا سيئا لن يحدث للقدس، رغم أن إسرائيل تشن حربا ضروسا عليها، لكن سنستمر في الدفاع عنها في كل الظروف، نتحدث مع الجميع والكل يسأل ماذا نعمل من أجل رفع صوت القدس عاليا?". وقال عباس "الأقصى لنا و(كنيسة) القيامة لنا، لا يحق لهم أن يدنسوهما بأقدامهم القذرة، ولن نسمح لهم، وسنعمل كل ما نستطيع من أجل حماية القدس". يذكر أن المواجهات بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين تجددت، في المسجد الأقصى ومحيطه وأصيب خلالها العديد من الفلسطينيين في أعقاب اقتحام المصلى القبلي وإحراق جزء منه ومحاولة إخلاء المرابطين من داخله من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع الاحتفال ب"السنة العبرية الجديدة". من جهتهم دعا أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المقيمون في الأردن، إلى إطلاق "هبة شعبية فلسطينية للدفاع عن المسجد الأقصى"، وعدم ترك المقدسيين يقاومون الاحتلال الإسرائيلي وحدهم في أعقاب انتهاكاته للمسجد. وذكر بيان للمجلس أن الأعضاء ناقشوا، خلال اجتماع طارئ عقدوه بمقر المجلس في عمان، سبل التصدي لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى ومدينة القدس ومواجهته.