دافع السويسري جوزف بلاتر، الذي سيترك رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في أوائل العام المقبل، عن نزاهته وشدد على أنه رجل نظيف، مؤكدا في الوقت ذاته عدم وجود فساد ممنهج في السلطة الكروية العليا. وسيترك بلاتر منصبه بشكل رسمي في فبراير المقبل، بعدما قرر التخلي عن ولايته الخامسة نتيجة فضائح الفساد التي تضرب فيفا وأدت إلى قيام السلطات السويسرية بإيقاف 7 من مسؤوليه الكبار عشية انتخاب السويسري، استنادا إلى طلب من القضاء الأميركي. ويواجه فيفا أزمة فساد خطيرة لا سابق لها، أدت إلى توجيه التهمة إلى 14 مسؤولا حاليا وسابقا، منهم شركاء في شركات للتسويق الرياضي. ودفعت الفضائح المتتالية ببلاتر إلى إعلان مفاجئ بوضع استقالته بتصرف اللجنة التنفيذية للفيفا، بعد أربعة أيام فقط على فوزه بولاية خامسة على التوالي. وحددت اللجنة التنفيذية لفيفا السادس والعشرين من فبراير المقبل موعدا للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب خلف لبلاتر، ويبدو الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي، المرشح الأوفر حظا لحصوله حتى الآن على دعم اتحادات قارية مهمة منها أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية. كما فتحت السلطات السويسرية والأميركية تحقيقا قضائيا في ظروف منح روسيا وقطر حق استضافة كأس العالم لعامي 2018 و2022 على التوالي. ورغم حجم هذه الفضائح يصر بلاتر، البالغ من العمر 79 عاما، على أنه لم يرتكب أي خطأ، معتبرا بأن فيفا وجد نفسه في هذه الأزمة نتيجة تصرف بعض الأفراد، مضيفا: «أعلم ما قمت به وما لم أقم به، أنا رجل يتمتع بضمير وأعلم بأني نزيه. أنا نظيف ولست رجلا قلقا». وتابع بلاتر في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «قمت بذلك (استقال من منصبه) لأني أردت حماية فيفا. بإمكاني حماية نفسي. أنا قوي بما فيه الكفاية». ورفض بلاتر مقولة بان الفساد مستشري في فيفا، مضيفا: «المنظمة ليست فاسدة، ليس هناك فساد في كرة القدم. هناك فساد عند الأفراد، لا يوجد فساد عام منظم. الأمر يتعلق بالأشخاص. منظمة فيفا ليست فاسدة. الأشخاص الموجودون أو الذين يخدمون في فيفا قد يكونوا فاسدين». وواصل «لقد بدأنا عمليتنا الاصلاحية في 2011. المسألة لا تتعلق بالمنظمة ولهذا السبب أنا لا أفهم لماذا تتحدث وسائل الإعلام، الإعلام العالمي، عن فساد فيفا. في أرضية الملعب، من السهل التحكم بكافة اللاعبين لأنه يوجد حدود، وقت محدد وحكم. أما خارج أرضية الملعب فلا يوجد هذا الأمر. من بإمكانه السيطرة بشكل مباشر على 300 مليون شخص، وبشكل غير مباشر على مليار و600 مليون شخص؟ هذا أمر مستحيل». ودافع بلاتر عن نفسه عندما سئل عن السبب الذي منعه من الكشف عن الفاسدين في فيفا، قائلا: «المشكلة في فيفا تكمن في تكوين اللجنة التنفيذية. لا تنتخب اللجنة التنفيذية من نفس الجهة التي تنتخب الرئيس، وبالتالي هناك حكومة لم يتم انتخابها من نفس الجهة، بل هي مختارة عبر انتخابات الاتحادات القارية». وتابع «وبالتالي، علي الآن أن استوعب أشخاصا غير تابعين لي. هل يتوجب علي أن أتحمل المسؤولية الأخلاقية عنهم؟ ليس بإمكاني فعل ذلك. بإمكاني وحسب أن أضع بعض الحواجز لكي لا تتكرر هذه الأمور (الفساد). لا يمكنني تحمل المسؤولية الأخلاقية الناجمة عن تصرف الأشخاص». يذكر أنه تم في 11 غشت الحالي تعيين المحامي السويسري فرانسوا كارار كرئيس للجنة الاصلاحات في فيفا، والتي ستعقد اجتماعها الأول في 2 و3 سبتمبر في العاصمة السويسرية بيرن. وتتألف اللجنة من 15 عضوا بمن فيهم رئيسها بمعدل اثنين عن كل اتحاد قاري (آسيا وإفريقيا وأوروبا وأوقيانيا وأميركا الجنوبية والكونكاكاف) إضافة الى عضوين يمثلان الرعاة التجاريين. وقد تطرق كارار إلى إمكانية ضلوع بلاتر بقضايا الفساد، قائلا: «لدي كامل التحقيق الأميركي بين يدي، ولا يتضمن أي كلمة ضده. لست على علم بأدنى إشارة فساد ضده».