اتهم القضاء الفرنسي ليل الثلاثاء-الاربعاء الشاب المغربي ايوب الخزاني، الذي اطلق النار في قطار تاليس اثناء رحلة بين امسترداموباريس، بشن هجوم «متعمد» كان ليؤدي في حال نجاحه الى مجزرة، وأمر بوضعه في الحبس الاحتياطي. وقال مصدر قضائي لوكالة فرانس برس ان اللائحة الاتهامية الموجهة الى الخزاني (25 عاما) تتضمن محاولات اغتيال ذات طبيعة ارهابية و»حيازة وحمل ونقل اسلحة وعناصر اسلحة وذخيرة من الفئتين الف وباء على علاقة بمؤسسة فردية او جماعية ارهابية» و»المشاركة في عصبة اشرار ارهابيين بهدف التحضير لجريمة او عدة جرائم اعتداء على اشخاص». واضاف المصدر انه طبقا لطلب النيابة العامة فقد وضع المتهم قيد التوقيف الاحتياطي. وبناء على التحقيقات الاولية التي اجراها، خلص المدعي العام في باريس فرنسوا مولان الى ان «المشروع» الذي حاول المتهم تنفيذه يبدو انه «محدد الهدف ومتعمد». واعتبر النائب العام في قراره الاتهامي ان التبريرات التي ساقها المتهم لنفي التهم الموجهة اليه هي تبريرات «خيالية»، مثل قوله انه عثر على الاسلحة في حديقة في بروكسل حيث كان ينام مع مشردين آخرين وانه اراد احتجاز ركاب القطار رهائن للحصول على فدية مالية. واضاف مولان ان التحقيق سيستكمله قضاة التحقيق الذين سيحاولون تبيان «مصدر الاسلحة» و»مسار» المتهم و»المساهمات التBمرية التي استفاد منها». وكان النائب العام قال في مؤتمر صحافي الثلاثاء ان الخزاني كان يحمل رشاش كلاشنيكوف مع 270 رصاصة ومسدسا من نوع لوغر و»زجاجة بنزين من 50 سنتيلترا». واضافة الى هذا «التسلح الثقيل» فان الشاب المغربي الذي سبق ان اشير اليه بانه «ينتمي الى التيار الراديكالي» توجه الى تركيا قبل فترة قصيرة «المعبر الممكن للعبور الى سوريا». وعاد الى اوروبا في الرابع من حزيران/يونيو 2015 في طائرة اتت من انطاكية في جنوبتركيا المجاورة للحدود مع سوريا. وبالموازاة، اعلنت الحكومة الفرنسية الاربعاء ان وزراء الداخلية والنقل في الاتحاد الاوروبي سيجتمعون السبت في باريس، بعد ثمانية ايام على الهجوم الذي وقع في قطار في رحلة بين امسترداموباريس. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف لاذاعة فرانس انتر ان الوزراء «سيناقشون اجراءات عملية جدا» لاستكمال تدابير المراقبة التي وضعت في اطار مكافحة الارهاب. وتساءل الوزير الفرنسي «هل يمكننا اقامة مراقبة متزامنة ومنسقة في دول الاتحاد الاوروبي تسمح» بكشف الافراد الذين لديهم ملفات لدى اجهزة الاستخبارات «وبعمليات مراقبة للتعرف بشكل افضل على الذين يستقلون وسائل النقل المشترك?». وتابع «يجب ان نرى ما اذا كان بامكاننا وضع نظام يسمح بمراقبة الذين يستخدمون المطارات ووسائل النقل بشكل اكثر منهجية وتنسيقا». وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أكد الاثنين ان تدخل ركاب قطار تاليس الذين تمكنوا من التصدي لمغربي مدجج بالسلاح منع «مجزرة» و»ماساة» وقلد اربعة منهم، ثلاثة اميركيين وبريطاني، اوسمة جوقة الشرف. وقال هولاند خلال حفل تكريم رسمي نظم لهم في الاليزيه «مساء الجمعة قرر شخص ارتكاب اعتداء على متن تاليس. كان لديه ما يكفي من الاسلحة والذخائر لارتكاب مجزرة فعلية. وكان ليقوم بذلك لو لم تتمكنوا من ضبطه مع المجازفة بكل شيء، حتى بحياتكم». واضاف هولاند «تعبيرا عن امتناننا لكم، حرصت استثنائيا على تقليدكم وسام جوقة الشرف، التكريم الاعلى الذي يمكن منحه». وجرت المراسم في اليوم الثالث بعد توقيف المغربي ايوب الخزاني الذي يؤكد انه لم يكن ينوي تنفيذ عمل ارهابي. وحصل الاميركيون الثلاثة الذين كانوا في اجازة، الجنديان اليك سكارلاتوس (22 عاما) وسبنسر ستون (23 عاما) وصديقهم الطالب انتوني سادلر (23 عاما) ورجل الاعمال البريطاني كريس نورمان (62 عاما) على رتبة «فارس جوقة الشرف» من الرئيس الفرنسي. وجرت مراسم التكريم بحضور رئيسي الوزراء البلجيكي شارل ميشال والفرنسي مانويل فالس وعدد من وزراء الحكومة الفرنسية الاشتراكية وبينهم وزير الداخلية بيرنار كازنوف، وكذلك ممثلين عن اجهزة الشرطة والانقاذ واطباء. ووجه الرئيس تحية الى «شجاعتهم» و»هدوئهم» معتبرا انهم يمثلون «الخير» بين البشر في مواجهة «الشر المتمثل في الارهاب». وعلى هامش الحفل صرح نورمان انه «يشرفه جدا» ان يتلقى وساما من فرنسا، مؤكدا انه «سعيد جدا لانه على قيد الحياة». واضاف «اعتقد اننا بطريقة او باخرى، سنواجه مجددا هذا النوع من المشاكل، وادعوكم جميعا الى التفكير في ما ستفعلون في هذا الوضع. ان واجهتم ذلك افعلوا شيئا» مكررا تصريحات ادلى بها الاميركيون الثلاثة الاحد. وتحدثت مصادر مقربة من الرئيس عن راكب فرنسي (28 عاما) حاول في البدء ايقاف المهاجم، وهو موظف في مصرف فرنسي في امستردام رفض الكشف عن اسمه، وراكب فرنسي-اميركي هو مارك موغاليان (51 عاما) الذي اصيب برصاصة خلال الهجوم وما زال في المستشفى في ليل، مشيرة الى انهما سيمنحان وساما لاحقا. كما اشادت السلطات الفرنسية ايضا بدور موظف فرنسي في شركة السكك الحديدية كان في اجازة حين وقوع الهجوم، ساعد في السيطرة على المسلح في القطار بحسب شهادة سبنسر ستون في مؤتمر صحافي في السفارة الاميركية في باريس. وذكرت المحامية صوفي دافيد التي كلفت القضية عند اعتقال المشتبه به في مدينة اراس شمال فرنسا انه «صعق» عندما علم باتهامه بالارهاب، ونفى اطلاقه اي عيار ناري.? واضافت دافيد التي لم تعد تتولى قضيته، ان المشتبه به «صعق بسبب ربط ما فعله بالارهاب»، مضيفة ان الخزاني يصف نفسه بانه مشرد دون ماوى. ووصف محمد الخزاني والد المتهم والذي يقيم في اسبانيا ولم يتحدث مع ابنه «منذ اكثر من عام»، نجله بانه «شاب جيد». وقال لصحيفة ذي تلغراف البريطانية وقد اغرورقت عيناه بالدموع «انه لا يتحدث في السياسة ابدا، (يتحدث) فقط عن كرة القدم والصيد». لكن المحققين يميلون الى نظرية هجوم ارهابي كان ليتحول مجزرة. فقد بدا وجود حد ادنى من التخطيط فيما يجري تحليل بيانات هاتفين محمولين بحوزة الموقوف، علاوة على بندقية كلاشينكوف وتسعة خزانات ومسدس آلي وآلة قاطعة بحسب الشرطة. لكن سالدر قال في المؤتمر الصحافي الاحد «لا حاجة لثمانية خزانات للسطو على قطار». وبحسب سبنسر ستون فان بندقية الكلاشينكوف بدت وكانها لا تعمل» وايضا فان المهاجم يبدو «انه لم يحصل على اي تدريب على استخدام السلاح»، بحسب اليك سكارلاتوس العائد حديثا من مهمة بافغانستان. واشار التحقيق الى ان المهاجم استقل القطار السريع «في بلجيكا ومعه اسلحة حصل عليها بلا شك هناك، وكان يحمل اوراق هوية صادرة في اسبانيا». وبحسب محقق فرنسي فان الشاب مارس اعمالا بسيطة وعاش الانحراف البسيط والتهميش. وعاش خزاني سبع سنوات في اسبانيا بين 2007 ومارس 2014 حيث برز بخطاب يشرع الجهاد. وافادت الاستخبارات الاسبانية انه ذهب من فرنسا الى سوريا، الامر الذي ينفيه المتهم، قبل ان يعود الى الاراضي الفرنسية.