هي أيضا معركة ضد الفساد والمفسدين . معركة ضد بنية استشرت في الجسد الانتخابي المغربي واستفحلت أورامها لتهدد الجسد ، جسد المغرب بالهشاشة السياسية وفقدان المناعة ، مناعة المؤسسات المنتخبة. استحقاق الرابع من شتنبر الجماعي والجهوي لن يكون بالبساطة التي توهمنا بها الخطابات الرسمية . لن يكون عاديا في حملته الانتخابية ولا في تواصل المرشحين بالناخبين . كما لم تكن عمليات الترشيح عادية ونفس الشأن بالنسبة للانتخابات المهنية والغرف بمختلف أصنافها . لقد عاث المفسدون في اللوائح تشطيبا وصياغة ليمنعوا مواطنين من الترشح للانتخابات الجماعية والجهوية . وفي الغرف نزل المال بشكل فظيع ليستميل ناخبين أثناء الاقتراع وفائزين أثناء تشكيل المكاتب. وشهدت بورصة الأصوات ارتفاعا صاروخيا أخرج أموالا راكمها المفسدون للمناسبة. اليوم ونحن في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية يتضح أن شبكات الإفساد طورت نفسها وأساليبها وإمكانياتها . ووطدت علاقاتها بمرشحين تعج خزائنهم بالمال الحرام، ولا يهمهم المقابل الذي سيوفر لهم أصوات الناخبين . فشبكات الإفساد ستقدم لهم المقعد على طبق من فساد مزين بشراء ذمم، وتلاعب بأصوات وتمريغ لكرامة مواطنين . لقد طور الفساد بالمغرب نفسه خلال الاربعين سنة من الاستحقاقات التي شهدها المغرب منذ سنة 1976 . وتحول من تزوير الإدارة لإرادة الناخبين وردم الصناديق بالأصوات، وتزييف للمحاضر إلى «خوصصة» التزوير أو لنقل» التدبير المفوض « له ليصبح اليوم بعد مضي 12 استحقاقا جماعيا ونيابيا تحت سطوة محترفين يضعون أنفسهم رهن إشارة مرشحين، بل وأحزاب لا قاعدة تنظيمية لها فبالأحرى انتخابية، يوفرون لها الاصوات ويؤمنون لها عتبة الحصول على مقاعد في المؤسسات المنتخبة . طور الفساد نفسه خلال الاربعة عقود الماضية بشكل مواز مع تحويل العمل المجالس الجماعية إلى وسيلة للاغتناء، وتحسين الأوضاع الاجتماعية . لقد اكتشف الكثيرون بأن التواجد بمكتب الجماعة وبمجلسها فرصة وإمكانية للإثراء اللامشروع .وأن هذه البقرة تدر حليبا أكثر بكثير من تلك الأموال التي تدفع لشبكات الإفساد . لذلك نرى هذه الحروب الشرسة في ما يتعلق بالتزكيات، وهذه المعارك باستقطاب مرشحين وهذا الترحال للبحث عن فرص للترشح. إذن هي معركة ضد الفساد والمفسدين . ولذلك اختارت لوائح الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية شعارات لها :» حماية الجماعة من الفساد «. لذلك تتمحور خطابات الاتحاديين حول رد الاعتبار للعمل السياسي النبيل، والقيام بحملة انتخابية نظيفة . إن للإتحاد الاشتراكي الثقة في المواطنات والمواطنات من أجل تشكيل جبهة لمواجهة شبكات الإفساد ومرشحي الفساد وفضحهم . إن الفساد هو الذي حول الجماعات لمؤسسات للاغتناء، وهو الذي جعل الطرقات بهذه الرداءة ، والإنارة بهذه التفاهة والبنيات بهذا الضعف . الفساد هو الذي وسع من الشكن العشوائي والسكن غير اللائق . الفساد هو الذي خلق مغربا رديئا ووسع من دوائر الفقر والهشاشة . لذلك يعتبر الاتحاد أنه بقدر ما يقدم للناخبات والناخبين برامجه وتصوراته، بقدر ما يحشد قواه من أجل محاربة هذه الآفة، آفة الفساد.