كشف عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عن تفاصيل مثيرة تتعلق بالعصابة المتخصصة في السطو المسلح التي تم إيقاف أربعة من عناصرها بما فيها الرأس المدبر لعملياتها، مؤخرا بمدينة طنجة، على اثر فشل عمليتها الأخيرة المتمثلة في محاولة السطو المسلح على سيارة ناقلة للأموال. وأوضح الخيام الذي كان مرفوقا بوالي الأمن بمدينة طنجة ومدير الشرطة القضائية بنفس المدينة، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر المكتب المركزي يوم السبت الماضي، على أن هذه العصابة الإجرامية التي تضم بلجيكي من أصول مغربية، ما كان ليتم إلقاء القبض عليها لولا تضافر الجهود والتنسيق ما بين المصالح والأجهزة الأمنية المغربية المختلفة الساهرة على أمن واستقرار البلاد. وأبرز مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في ذات الندوة الصحفية، على أن هذه العصابة الإجرامية التي وصفها بالخطيرة، قد قامت بأربعة عمليات للسطو المسلح بالمغرب وفي فترات متباعدة، وما ساعدها في ذلك هو التجربة والخبرة التي يتوفر عليها زعيم العصابة ذو السوابق في مثل هذه الجرائم ببلجيكا. وقال الخيام إن هذه العصابة الإجرامية الخطيرة، قد قامت بأعمال إجرامية استعملت فيها أسلحة نارية روعت ساكنة طنجة وبالتالي الرأي العام بصفة عامة، حيث قامت عناصرها يوم 13 غشت الجاري بمحاولة سطو على سيارة لنقل الأموال، وأطلقت في مسرح الجريمة أعيرة نارية (20 طلقة)، وعلى اثر هذا تجندت جميع الأجهزة الأمنية بحضور والي أمن طنجة ومدير الشرطة القضائية وتمكنوا في ظرف قياسي من إلقاء القبض على العناصر الأربعة المكونة لهذه الشبكة الإجرامية. وفي السياق ذاته أكد الخيام على انه من خلال الأبحاث الأولية تبين أن هذه العصابة هي نفسها التي كانت وراء عملية السطو المسلح على ناقلة الأموال خلال سنة 2014 وتمكنت من أن تسرق 470 مليون سنتيم و 50 ألف أورو و 400 دولار لتلوذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، مضيفا في هذا الصدد على أن هذه العصابة هي أيضا التي كانت وراء سرقة سيارة أودي AUDI سنة 2013 والتي ذهب ضحيتها صاحب السيارة بطلقات نارية، وبالتالي تأكد على ان هذه الشبكة الاجرامية تستعمل السيارات المسروقة في السطو المسلح في عمليتها بعد تغيير صفائحها. ونفى الخيام في معرض رده على أسئلة الصحافة، تورط أي ضابط شرطة في الأعمال الإجرامية التي قامت بها هذه العصابة، مشددا في نفس الآن على أن سلامة المواطنين وأمن المملكة أمر لا نقاش فيه، وأن قوة المصالح الأمنية في التنسيق بين جميع الأجهزة المختصة مجندة للدفاع عن سلامة المواطنين وأمن المملكة. كما نفى كذلك الخيام، أن يكون لحد الساعة أية علاقة لهذه لعمليات السطو الإجرامية للعصابة بحهة إرهابية، لكنه لم يستبعد وجود شبهة في احد عناصر العصابة، الذي أدخل الأسلحة من بلجيكا و يتقن استعمالها من خلال عمليات السطو المسلح بنفس الدولة، ما جعل النيابة العامة بطنجة بتنسيق مع النيابة العامة بالرباط تشك في وجود شبهة العلاقة بقضايا الإرهاب وارتأت تعميق البحث مع المكتب المركزي للأبحاث القضائية في ذلك. وبخصوص كرونولوجيا الأعمال الإجرامية التي قامت بها هذه العصابة الإجرامية، أوضح هشام باري العميد الإقليمي بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية أن أول عملية هي التخطيط لسرقة سيارة فاخرة بمواصفات معينة، كمحرك قوي AUDI، يوم 31 ماي 2013 وذلك باستعمال سيارة بوجو 206 تم هي الأخرى سرقتها بمفاتيح مزورة وتلقى صاحب السيارة الفاخرة طلقتين ناريتين أردته قتيلا، ولاذا الفاعلين بالفرار بالسيارتين. العملية الثانية، قام زعيم العصابة بتغيير لوائح ترقيمية لسيارة تابعة لشركته لكراء السيارات ، قصد استعمالها في عملية سرقة سيارة فاخرة، ترصد صاحبها لحظة خروجه من ملهى ليلى بكورنيش طنجة، وتبعه حتى ركنها قرب منزله بأحد الأزقة الخالية من المارة، ليقوم بمطاردته وإطلاق عيار ناري أصابه في ركبته، قبل أن يأخذ المفاتيح ويقود السيارة المسروقة ورفيقه يقود السيارة الأخرى الى وجهة خاصة بهم. وأضاف العميد الإقليمي أنه بعد نجاح العملية الأولى والثانية، اكتسب هؤلاء الثقة في النفس، لينتقلوا لعملية السطو المسلح لسرقة سيارة لنقل الأموال، ليتمكنوا من سرقة 470 مليون سنتيم، و50 ألف أورو، و400 دولار ليفروا صوب وجهة مجهولة، وفي ما يتعلق بالعملية الأخيرة التي جاءت بعد سنة ونصف على العملية الثالثة، حاول أفراد العصابة السطو على سيارة لنقل الأموال، حيث قام الفاعل الرئيسي ومرافقه برصد سيارة نقل الأموال، وعند توقفها أمام باب وكالة بنكية ونزول مرافق السائق لوحده، توجه زعيم التنظيم الإجرامي صوب السائق حاملا لقنبلة دخانية. غير أن الجاني وجد أبواب السيارة مغلقة ليقوم برميها أمام باب الوكالة البنكية للتشويش على كاميرات التصوير وبث الرعب والهلع لدى المستخدمين، قبل أن يقوم مرافقة بحمل آلة لقطع الحديد، ليصطدم بوجود الأبواب في وضعية إغلاق، ما أجبر الفاعل الرئيسي على إطلاق أزيد من عشرين رصاصة على سائق العربة دون أن ينال منه، بحكم أن الزجاج مضاد للرصاص، وقام سائق السيارة بالفرار ، ما جعل العصابة تغادر المكان وبخصوص المحجوزات التي تم تقديم شروحات عنها من قبل الشرطة القضائية والشرطة العلمية، فتشمل أسلحة وذخائر ووسائل للتخفي والتنكر وتزييف صفائح السيارات وأدوات لقطع الإطارات الحديدية وأخرى للتزييف والتزوير ووثائق مزورة وعملة وطنية وأجنبية وهواتف نقالة ومعدات الكترونية ووسائل للاتصال والتقاط المكالمات والصور ومعدات لإنتاج وتصنيع المخدرات الماريخوانا.