(أ.ف.ب) أبدت مؤسسات فلسطينية رسمية واهلية وتنظيمات، قلقها البالغ من تدهور صحة المعتقل الفلسطيني محمد علان نتيجة اضرابه عن الطعام، وعزم السلطات الاسرائيلية على تغذيته رغما عنه بناء على قرار صادر عن البرلمان الاسرائيلي قبل ايام بهذا الصدد. وزاد هذا التخوف بعد ان ابلغت سلطات اسرائيل رسميا الجمعة محامي علان المضرب عن الطعام منذ 55 يوما نيتها المباشرة في تنفيذ هذا القرار لكسر اضرابه احتجاجا على اعتقاله الاداري. وطلبت النيابة العامة الاسرائيلية من جميل الخطيب محامي المعتقل زيارته في مكان احتجازه في غرفة العناية المركزة في مستشفى سيروكا الاسرائيلي لابلاغه بنية السلطات الاسرائيلية استخدام التغذية القسرية. وقال المحامي لوكالة فرانس برس "وضع محمد علان صعب للغاية وجسده بدأ يرفض المياه وهو لا يقوى على الحركة لذلك تم نقله الى غرفة العناية المركزة". واضاف "تم ابلاغي من قبل النيابة العامة الاسرائيلية بان لديهم نية اجباره على الطعام وهو ما ابلغته للمعتقل علان ولم يبد اي اهتمام وهو مصر على مواصلة اضرابه". غير ان المحامي الخطيب اشار الى ان اسرائيل "لن تبادر بعملية التغذية القسرية الا بعد الحصول على قرار محكمة". وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر دعت الجمعة اسرائيل للسماح لعائلة الاسير الفلسطيني علان الذي نقل الى المستشفى بزيارته لانه "مهدد بالموت الوشيك" بعد اكثر من 50 يوما من الاضراب المفتوح عن الطعام. وحسب مصادر فلسطينية فان اسرائيل وافقت السبت على السماح لوالدة المعتقل بزيارته في المستشفى. وقال وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد في تصريح صحافي "الكنيست الاسرائيلي اقر قانون الاطعام القسري للمضربين عن الطعام في سجونها وهذا ما يهدد حياة الاسير محمد علان". واعتقل علان (30 عاما) في نونبر العام 2014 ودخل في اضراب مفتوح عن الطعام في سجن النقب الصحراوي احتجاجا على اعتقاله الاداري الذي تم تمديده مرتين بتهمة الانتماء الى تنظيم الجهاد الاسلامي. وقال رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع ان السلطة الفلسطينية تجري اتصالات مكثفة مع الجانب الاسرائيلي ومع جهات دولية "للتدخل من اجل الضغط لانقاذ حياة الاسير محمد علان". واشار قراقع الى ان طبيبا اجنبيا سيحضر من جنيف للاطلاع على وضع محمد علان الصحي. وحسب نادي الاسير الفلسطيني فان "فلسطينيين اثنين استشهدا نتيجة الاطعام القسري في الثمانينات وثالث توفي بعد سنوات نتيجة مضاعفات استخدام الاطعام القسري معه". وتفيد مصادر فلسطينية ان التغذية القسرية تقوم على تثبيت اطراف المعتقل ورأسه ومن ثم يتم ادخال انبوب من الانف وصولا الى المعدة ويتم بعدها ضخ سوائل مثل الحليب عبر الانبوب. وقال قراقع لفرانس برس في هذا الصدد "في الثمانينات استخدمت اسرائيل هذا الاسلوب الانبوب عن طريق الانف وهو ما قد يؤدي الى دخول السائل الى الرئتين والاختناق وما نعرفه اليوم انه بالامكان تنفيذ التغذية عن طريق الوريد". واضاف قراقع الذي امضى اكثر من عشرة اعوام في السجون الاسرائيلية "لكن في مثل حالة الاسير محمد علان فان جسده اصبح ضعيفا لدرجة انه لا يتحمل استقبال الابر الوريدية ما قد سيؤدي الى تهتك بالانسجة". وقالت المتحدثة باسم نادي الاسير اماني سراحنة لوكالة فرانس برس "ان 120 اسيرا بدأوا اضرابا عن الطعام منذ اربع ايام في سجن نفحة لاسباب تتعلق بالوضع المعيشي هناك". ودعت حركة حماس السبت في بيان للمتحدث باسمها سامي أبو زهري الأطراف الدولية إلى التدخل "لوقف عبث الاحتلال تجاه المعتقلين الفلسطينيين والخروج عن حالة الصمت تجاه الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية". واعتبر أبو زهري "إعلان الاحتلال الإسرائيلي نيته تنفيذ قرار التغذية القسرية ضد الأسير محمد علان تصعيدا خطيرا ضد المعتقلين الفلسطينيين وتعريض حياتهم للخطر". وحذر ابو زهري من الإقدام على هذه "الخطوة الخطيرة" محملا اسرائيل "المسؤولية عن كل التداعيات المترتبة عليها". وكانت اسرائيل اطلقت مؤخرا سراح الاسير الفلسطيني خضر عدنان بعد اضراب على الطعام استمر 56 يوما. ويلجأ الاسرى الفلسطينيون الى الاضراب عن الطعام للاحتجاج على ظروف اعتقالهم. وفي العام 2012 خاض نحو الفي اسير فلسطيني اضرابا مفتوحا عن الطعام للتنديد بالاعتقال الاداري. وفي يوليوز صادق البرلمان الاسرائيلي على قانون يتيح الاطعام القسري للاسرى المضربين عن الطعام حين تكون حياتهم معرضة للخطر او يواجهون مشاكل صحية مزمنة الامر الذي اعتبرته السلطة الفلسطينية والمدافعون عن حقوق الانسان انه بمثابة تشجيع على "التعذيب".