رفع الملياردير الكوري الجنوبي، تشونغ مون جون، وتيرة التحدي في السباق إلى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعدما وصف الرئيس المستقيل السويسري جوزف بلاتر ب "آكل لحوم البشر" ومنافسه في الانتخابات المقررة مطلع 2016 الفرنسي ميشال ب"أضحوكة" غير جديرة بالثقة. وأعلن رئيس الاتحاد الأوروبي بلاتيني يوم الأربعاء ترشحه رسميا لرئاسة فيفا لخلافة بلاتر، المستقيل من منصبه إثر فضيحة فساد هزت المؤسسة الكروية. ويبدو بلاتيني (60 عاما) مرشحا قويا في الانتخابات المقررة في 26 فبراير عام 2016 ليصبح الرئيس التاسع للفيفا، خصوصا وأنه لقي دعم 4 اتحادات هي أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية والكونكاكاف، فيما تبدو حظوظ المرشحين الأخرين قليلة جدا، ومن بينهم تشونغ، نائب رئيس فيفا السابق الذي كشف أول أمس الخميس بأنه سيعلن ترشحه رسميا الاسبوع المقبل، متعهدا بأنه في حال انتخابه لن يبق على رأس السلطة الكروية العليا لأكثر من ولاية واحدة من أربعة أعوام. "بإمكاني تحقيق برنامجي خلال هذه الأعوام الأربعة، جاعلا من فيفا منظمة غير حكومية بكل ما للكلمة من معنى، مفتوحة، شفافة، أخلاقية وعالمية حقا"، هذا ما قاله رئيس الاتحاد الكوري السابق، ومالك القسم المهيمن من اسهم مجموعة هيونداي العملاقة، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" من سيول. وسينضم تشونغ إلى لائحة من المرشحين إلى هذا المنصب والتي تضم حتى الآن، إلى جانب بلاتيني، النجم البرازيلي السابق زيكو والأمير الأردني علي بن الحسين، الذي تفوق على تشونغ في السباق إلى عضوية اللجنة التنفيذية لفيفا عام 2011. ومن المؤكد أن بلاتيني يعتبر المنافس الأبرز لتشونغ، وهو الذي كان منذ أوائل الصيف الماضي، وقبل انطلاق مونديال البرازيل 2014، الشخص الأكثر معارضة لبلاتر، لكن تشونغ رأى بأن النجم الفرنسي السابق "ملوث" بشكل قاتل بسبب علاقاته السابقة ببلاتر، مضيفا "بلاتيني شخص جيد لكرة القدم، لكن هل سيكون جيدا بالنسبة لفيفا؟ لا أعتقد ذلك. إنه نتاج النظام الحالي لفيفا". وواصل "هناك عدة تساؤلات حول إمكانية بلاتيني أن يجسد حقبة جديدة في فيفا، أو أنه وحسب تلميذ بلاتر". وقد يفرض تشونغ نفسه مرشحا قويا، خصوصا وأنه يملك الإمكانيات المادية لخوض حملة ترويجية فعالة، كما أنه من الشخصيات المؤثرة في القارة الآسيوية. كما أن تاريخ تشونغ يشفع له في مواجهة بلاتر، إذ كان من الأعضاء القلائل في اللجنة التنفيذية لفيفا، الذين عارضوا علنا في 2002 إعادة انتخاب بلاتر، مفضلا عليه رئيس الاتحاد الافريقي الكاميروني عيسى حياتو، بعدما اتهم السويسري بإساءة استخدام أموال فيفا". "الرئيس بلاتر يشبه آكل لحوم البشر الذي يلتهم والديه، ثم ينتحب لأنه أصبح يتيما. يحاول إلقاء اللوم على الجميع باستثناء نفسه", هذا ما أضافه تشونغ، الذي تابع: "إذا تم انتخابي... سأحاول تحقيق المزيد من الشفافية والتنمية. سأحاول القضاء على الفساد". وأمام الراغبين بالترشح حتى 26 أكتوبر المقبل للتقدم إلى المنصب، أي قبل أربعة اشهر بالتمام والكمال عن موعد الانتخابات. ويجب على المرشح أن يحظى على الأقل بدعم خمسة من الاتحادات الأعضاء ال 209 في فيفا، وأن يحصل أيضا على الضوء الأخضر من لجنة الأخلاقيات في فيفا. وتشونغ ليس الشخص الوحيد الذي يتهجم على بلاتيني، منذ أن أعلن الأخير ترشيحه يوم الأربعاء، إذ تعرض رئيس الاتحاد الأوروبي لانتقاد عنيف من الأمير الأردني علي بن الحسين. فبعد أقل من ساعة على إعلان بلاتيني ترشيحه رسميا، هاجم رئيس الاتحاد الأردني، الذي خسر الانتخابات الأخيرة على رئاسة الفيفا أمام بلاتر، النجم الدولي الفرنسي السابق مناشدا بوضع حد لثقافة "الترتيبات السرية". وقال الأمير علي في بيان رسمي: "بلاتيني لا يصلح للفيفا. يستحق أنصار كرة القدم واللاعبين أفضل من ذلك. انغمس الفيفا في الفساد (...). إن ثقافة الترتيبات السرية ووراء الكواليس يجب أن تتوقف". وأضاف "الفيفا بحاجة إلى قائد مستقل، بعيد عن ممارسات الماضي". وأوضح الامير علي، الذي كان مساندا من قبل الاتحاد الاوروبي للعبة في معركته ضد بلاتر في أواخر ماي الماضي، وفرض الدور الثاني على الأخير بحصوله على 73 صوتا قبل أن ينسحب، أنه سيقوم ب "استشارة" الاتحادات الوطنية "الأسبوع المقبل" حول "ما هو أفضل لمصلحة كرة القدم" دون ذكر المزيد عن نواياه. ومن المفارقة أن بلاتيني شخصيا كان من أبرز الداعمين للأمير علي في حملته الأخيرة ضد بلاتر. ويمر الاتحاد الدولي بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخه منذ اعتقال 7 أعضاء في لجنته التنفيذية في 27 ماي الماضي في زيوريخ، قبل ثلاثة أيام من إعادة انتخاب بلاتر لولاية خامسة، بطلب من القضاء الأميركي بتهم فساد ورشاوى وابتزاز وتبييض أموال. واضطر الأخير بسبب هذه الفضيحة إلى تقديم استقالته في 2 يونيو الماضي بشكل مفاجئ، ودعا إلى جمعية عمومية غير عادية لانتخاب رئيس جديد.